أوائلُ الجمهورية في الثانوية تمَّ اختيارُهم من بين 400 طالب خضعوا جميعهم للمفاضلة والفحص الدقيق
عبدالله النعمي -وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم- في تصريحٍ لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة | هاني أحمد علي:
أشار الأُستاذُ عبدالله النعمي -وكيلُ وزارة التربية لقطاع التعليم- إلى صمودِ وثباتِ العملية التعليمية في وجه العدوان والحصار طيلةَ 5 سنوات رغم انقطاع رواتب المعلمين، مبيناً أنَّ قطاعَ التعليم في اليمن استُهدِفَ منذُ الوهلة الأولى للعدوان، حيثُ تمَّ قصفُ وتدميرُ المئات من المدارس بشكلٍ مباشرٍ في عموم المحافظات؛ بهدف شلِّ التعليم وتوقّف الدراسة، ولكن -بفضل الله- استمرّت تلك العمليةُ إلى اليوم دون أيِّ توقّف.
وقال النعمي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة: إنَّ وزارةَ التربية والتعليم قطفت، أمس الأول، ثمرةً من ثمار هذا الصمود والثبات، حيثُ أعلنت نتائجَ امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠١٨ – ٢٠١٩ بنسبة نجاح 84,49%، وهذا يعدُّ انجازاً كبيراً في ظلِّ هذه الظروف العصيبة التي يشهدها البلدُ.
وأكّـد وكيلُ التربية لقطاع التعليم حرصَ الوزارة على الشفافية والنزاهة وحصول كُـلِّ طالبٍ على حقّه، مبيناً أن هناك جهوداً كبيرةً ومُضنية بُذِلَت من أجل تسهيل سير الامتحانات، وقد مرّت بمراحل صعبة ابتداءً من طباعة أكثر من نموذج للامتحان، وفحص وثائق المتقدّمين لامتحانات الثانوية العامة، يليها استقبال نتائج الطلاب وبدء عملية التصحيح فورَ انتهاء الامتحانات، والوقوف أمام الاختلالات التي رافقت الامتحانات ومطابقة الكونترول للإجابات المتطابقة أثناءَ الفرز والتصحيح؛ للكشفِ عن عمليات الغش داخل المراكز الامتحانية واتّخاذ الإجراءات اللازمة ضدَّ المخالفين، بالإضافة إلى التأكّـد من محاضر اللجان المشرفة ومحاضر الغش ومحاضر انتحال الشخصية، بعدها تأتي عمليةُ تفريغ الدرجات، مبيناً أنَّ كُـلَّ هذه الجهود التي تبذلها وزارةُ التربية والتعليم وقطاعاتها المختلفة تتطلّب كادراً بشرياً ضخماً وميزانية مالية كبيرة لتغطية هذه العملية.
وبيّن النعمي أنَّ أوائل الجمهورية في امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠١٨ – ٢٠١٩، والبالغ عددهم 45 طالباً وطالبة من عموم المحافظات اليمنية، جاء اختيارُهم من بين 400 طالب متفوّقٍ تمَّ ترشيحُهم لدخول عملية المفاضلة وإخضاعهم لفحصٍ دقيقٍ جِـدًّا والرجوع إلى وثائقهم الدراسية خلال المراحل الأَسَاسية والثانوية؛ للتأكّـد من تفوّقهم الدراسي ومقارنتها بنتائجهم للثانوية العامة وحصولهم على هذه المعدّلات بجدارة وليس عن طريقِ الغش.
وأكّـد وكيلُ التربية لقطاع التعليم في تصريحه للصحيفة أنَّ من “تمَّ إعلانُ أسمائهم ضمن أوائل الثانوية العامة لهذا العام، هم من المتفوّقين ومن يستحقونها بجدارة، وقد كان متوقعاً لهم ذلك من قبَل أهاليهم ومدارسهم ومديرياتهم، مؤكّـداً حرصَ الوزارة على تطوير وتجويد التعليم والدفع به نحو الأفضل، لافتاً إلى التحدي الكبير الذي تواجهه قيادةُ وزارة التربية والتعليم الحالية جرّاءَ الاختلالات وتركة الفساد الذي خلّفتها الأنظمةُ السابقةُ على مدى عقودٍ من الزمن وما قبل ثورة 12 سبتمبر 2014، والمتمثلة في تضخّم كشف الراتب والهيكل الإداري والإشرافي وحجم المستشارين الذي لا علاقةَ لهم بالميدان ويعملون على حسابِ المعلّمين الفعليين، كما إنَّ هناك حالات كبيرة جِـدًّا من المنقطعين والمزدوجين وظيفياً كانوا يستلمون رواتبَهم بصورةٍ مستمرّةٍ في السابق، بالإضافة إلى أنَّ عملياتِ الغش أثناءَ الاختبارات يُفترض أن ينظر إلى من يُقدِم عليها كمجرم، بينما في السابق كان من يحارب الغشَّ يعتبرونه مجرماً، وأصبحت ثقافة متداولة إلى أن جاءت ثورةُ 12 سبتمبر المباركة، ولا يزال إصلاح مكامن خلل العملية التعليمية والتربوية مستمرّاً حتى تطهيره من الفساد”.