المرتزقةُ يوقّعون على تثبيت الوصاية السعودية.. العدوانُ يعرّي نفسَه من دعاية “محاربة الانقلاب”
بدون السماح للفارّ هادي بإلقاء كلمة:
المسيرة | خاص
بعدَ أيَّــامٍ من تسريبِ بنوده، وقّعت حكومةُ المرتزِقة ومليشياتُ الانتقالي، أمس الثلاثاء، على ما يُسَمّى “اتّفاق جدّة”، ليكونَ ذلك تأكيداً رسمياً على فضيحةِ انتقالِ الوصاية على المحافظات المحتلّة من يدِ الإمارات إلى يدِ السعودية، وسقوط كُـلّ شعارات ودعايات طرفَي المرتزِقة، وبالتالي سقوط مبرّرات تحالف العدوان وجميع مغالطاته حولَ ثورة 21 سبتمبر التي يصفُها بأنها “انقلابٌ مسلّحٌ” جاء لإنهائه.
التوقيعُ الذي جاء بحضور وليِّ العهد السعودي ووليِّ عهد أبو ظبي والفارّ هادي، لم يكشفْ جديداً حولَ “الاتّفاق”، ولم يكن سوى مصادقة رسمية على بنوده التي سرّبها الإعلامُ السعوديُّ نفسه خلال الفترة الماضية، والتي تتمحور كلُّها حولَ استبدال الاحتلال الإماراتي باحتلالٍ إماراتي، إذ يؤكّـد الاتّفاقُ على أنَّ السعوديةَ ستمتلك الصلاحيات الكاملة لإدارة كُـلِّ الأمور في المحافظات المحتلّة، وستُضمّ تحت مظلتها كافّةُ تشكيلات المرتزِقة، بما فيها تلك التي كانت تابعةً للإمارات.
أما بالنسبة لطرفَي المرتزِقة، فقد جاء التوقيعُ أَيْـضاً بمثابة مصادقة على سقوط كُـلِّ شعاراتهما، فـ “الاتّفاق” نصَّ على أن تتخلّى مليشياتُ الانتقالي عن مطلب “الانفصال” الذي كانت تقدّمه طوالَ الوقت كمطلبٍ رئيسي، ما يعنيه أنها باعت شعارَها مقابلَ بضعِ حقائبَ وزاريةٍ (ستحدّدُها السعوديةُ أيضاً) في حكومة مرتزِقة جديدة.
في المقابل، سقطت أَيْـضاً دعاياتُ وشعاراتُ حكومة المرتزِقة الحالية التي ظلّت طوال الفترة الماضية تصف مليشياتِ الانتقالي بـ”الانقلابية” وَ”المتمرّدة”، لكنها اليوم تقبل بها كقواتٍ رسمية ومكون رئيسي ضمن حكومةٍ جديدة، ستتقاسم معه المناصب والارتهان.
كُلُّ هذا يؤكّـدُ أنَّ ما تمَّ التوقيعُ عليه لا يرقى إلى المعنى الحقيقي لكلمة “اتّفاق”، بل كان مجرّد نصٍّ فرضته السعوديةُ على الأدوات المحلية، وكان على الأخيرة أن تقبلَه بدون أن تمتلك حقَّ إبداء أيِّ رأي أَو موقف منه.
ويظهر هذا أَيْـضاً بوضوح من خلال عدم السماح للفارّ هادي حتى بإلقاء كلمة خلال حفل التوقيع الذي بثّه الإعلامُ السعوديُّ أمس، وبدلاً عن ذلك كانت الكلمة لولي العهد السعودي، في تأكيدٍ جديدٍ على أنَّ “الاتّفاقَ” ليس إلّا خطوة سعودية جديدة تمَّ فرضُها على أطراف المرتزِقة كما تمَّ فرضُ كُـلّ شيء عليهم منذُ بدءِ العدوان.
ووفقاً لكلِّ هذا، فإنَّ التوقيعَ على ما يُسمّى “اتّفاق جدة” يصادق أَيْـضاً على سقوط كُـلِّ مبرّرات تحالف العدوان، الذي ظلَّ يدعي أنَّ ثورةَ 21 سبتمبر كانت انقلاباً مسلّحاً جاء لمحاربته، فيما هو اليوم “يُشرعن” لما وصفته الحكومةُ التي دعمها طيلةَ خمس سنوات بـ”انقلابٍ آخرَ”.
ويُضاف هذا كنقطة جديدة تؤكّـد صوابية الموقف الذي اتّخذته صنعاءُ والشعبُ اليمنيُّ الرافضُ للعدوان منذُ اليوم الأول.