رئيس مؤسّسة “كارنيغي” للسلام: على واشنطن الضغطُ للتجاوب مع مبادرات “صنعاء” والاعتراف بالواقع
في مقال نشرته صحيفةُ “واشنطن بوست” الأمريكية:
المسيرة | متابعات
أكّـدت صحيفةُ “واشنطن بوست” الأمريكية، مجدّداً على تورّط الولايات المتحدة في العدوان على اليمن، وأضافت أنه بات على واشنطن أن تضغَطَ على السعودية لإيقاف غاراتها الجوية ورفع الحصار؛ استجابةً لمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط؛ من أجل وقف الحرب، وأنَّ أيَّةَ محادثات قادمة يجبُ أن تعترفَ بحقيقة أنَّ الجيشَ واللجانَ الشعبيّةَ لا يُمكن أن ينسحبوا من أيِّ مكان، الأمر الذي يؤكّـد أنَّ “صنعاءَ” قد استطاعت أن تفرض معادلاتها على مسار الحرب والسلام بشكلٍ واضحٍ، وأنَّ على المجتمع الدولي أن يبدأ بالتعامل مع هذا الواقع بعيداً عن المزايدات والمكابرة.
وأوضحت الصحيفةُ الأمريكيةُ في مقال كتبه “وليام بيرنز” رئيس مؤسّسة كارنيغي للسلام الدولي، أنَّ الحربَ على اليمن بات وصمةَ عارٍ على السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي باعت للسعودية القنابلَ والصواريخَ المسؤولة عن عدد كبير من الضحايا المدنيين، أضافةً إلى الأسلحة الأمريكية التي وصلت إلى أيدي المليشيات المتطرّفة التي تدعمها السعوديةُ والإماراتُ، وتدريب الطيارين السعوديين والدعم الاستخباراتي.
وأضاف رئيسُ مؤسّسة كارنيغي أنه على الولايات المتحدة أن لا تستمرّ في الانغماس والمساعدة والحث على “الانتشار الكارثي للرياض في اليمن”، مُشيراً إلى أنَّ السعوديةَ نفسها قد بدأت بمواجهة واقع خسارتها “بعدَ أن انفقت أكثرَ من 100 مليار دولار على الحرب”.
وأكّـد “بيرنز” أنَّ على الولايات المتحدة التحَرّكَ لإيقاف الحرب، وأنه يجب عليها الضغطُ على الرياض لإيقاف الغارات الجوية وفتح مطار صنعاء ورفع القيود المفروضة على واردات الوقود؛ تجاوباً مع المبادرة التي قدّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط، بشأن وقف الهجمات على السعودية.
وأضاف أنه يجب دعم أية محادثات تعترف بالحقائق الميدانية، والتي على رأسها أنَّ الجيشَ واللجانَ الشعبيّةَ لن ينسحبوا من أيِّ مكان، وهو ما ظلَّ تحالفُ العدوان يردّده طوال السنوات الماضية في سياق التعنّت أمام أية فرصة للسلام.
هذا التناولُ يؤكّـد أنَّ المعادلاتِ السياسية والعسكرية التي فرضتها صنعاءُ قد باتت الأكثر ثقلاً في تحديد مستقبل الحرب والسلام، وأنه لا خيارات أمام تحالف العدوان والدول الداعمة له إلّا الاعتراف بهذه المعادلات والتعامل معها، أَو الاستعداد لتكاليف أكبر إذَا ما استمرَّ العدوانُ.