مرة أخرى مؤسف أن يغدو المسؤول الدولي رجلا للسعودية !!!
بقلم/ عبد الحميد الغرباني
يجد المتتبع لحديث المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ مايشبه القطيعة مع قول الحقيقة ، وهو امر ضرب المساعي الاممية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسين في اليمن كما اسقط حيادية الامم المتحدة وجعل منها كحصان طروادة ليس إلا او هكذا اظهرتها رؤى وافكار مبعوثها الاممي اسماعيل ولد الشيخ .
الايام الماضية شهدت لقاء للمبعوث الاممي الى اليمن مع موقع وراديو الأمم المتحدة، قدم فيه اسماعيل ولد الشيخ ما قدمه العدوان قبل سبعة أشهر كرائز يتحدث انها منطلقات للتفاوضات بين القوى اليمنية متجاوزا كل التغيرات والحيثيات ابتداء باتفاقية السلم والشراكة وصولا الى مابات يعرف بمبادئ مسقط ؛ مركزا على اعادة بعث الروح فيما عُرف سابقا بالمبادرة الخليجية، الموصوفة من قبل مراقبين كُثر بمشكلة المشكلات في اليمن !
المبعوث الدولي ولد الشيخ خلال حديثة الذي استمر ستة دقائق اغفل ما يرتكبه العدوان السعودي الأمريكي من جرائم إبادة وحصار خانق على الشعب اليمني !
وإن كان من اللافت ان يتحدث المسؤول الدولي المبعوث لحلحلة المشكلات في اليمن عن حسن النوايا وعن سحب السلاح وعن ما اسماه وقف الاستفزاز في الحدود مع السعودية وعن إطلاق سراح بعض السجناء فإن من الفضيحة بمكان ان يتجاوز الحديث عن العدوان المستمر الذي أودى بحياة آلاف الشهداء والجرحى وتدمير بنية اليمن التحتية وكل ما له علاقة بالحياة المعيشية علاوة على الحصار الجوي والبحري المفروض منذ بداية العدوان ذلك إن فعله هذا اقل مايوصف بتغاض الواضح والانحياز الكامل مع الجلاد ضد الضحية
والمتأمل لحديث ولد الشيخ الأخير يجد أنه علاوة على تجاوزه الحديث عن تداعيات العدوان وتركه مساحات مطاطية لتمرير الرؤية السعودية للحل، قدم المبعوث آلية مخلة لتنفيذ القرار الدولي ٢٢١٦، تاركا إرادة العدوان دون أي مساس فإيقاف إطلاق النار من قبل العدوان عملية اختيارية او هكذا قدمها اسماعيل ولد الشيخ واذا كانت اكثر النقاط ضرورة لإثبات حسن النوايا والشروع في عملية تفاوضية حقيقة وفتح الطريق امام عودة الحوارات السياسية بين اليمنين دون تدخل خارجي غائبة أو مغيبة عن ذهنية اسماعيل ولد الشيخ فلا يمكن مع ذلك ان تتمكن الامم المتحدة من اختراق جدار القطيعة بين القوى السياسية اليمنية ومبعوثها يتربع في ضفة الرياض ..
والحقيقة ان انحياز المبعوث الدولي للسعودية امر اتضح منذو مؤتمر جنيف إذ ان اسماعيل ولد الشيخ انذاك ماطل في تنفيذ ما اكدت عليه الامم المتحدة من كون الحوار بين المكونات السياسية حتى اظطربسبب ذلك لعقد جلساته مع المكونات السياسية اليمنية (انصار الله وحلفاؤهم ، المؤتمر الشعبي وحلفاؤه ، الحزب الاشتركي ، حزب البعث ، حزب الحق اتحاد القوى الشعبية ، الحراك الجنوبي ) في مقر اقامتها في جنيف بعد رفضها الذهاب وعقد الجلسات في مبنى الامم المتحدة مع المبعوث الاممي نفسه اومع شخصيات لم تعد معنية بالشأن اليمني اوماكان المبعوث الاممي يصفها بوفد الحكومة ، تجاهلت المكونات السياسية مماطلة المبعوث الاممي وانحيازه لاجندات الرياض وواشنطن وواصلت عقد الجلسات معه ومع نائبه في مقر اقامتها على امل وقف عدوان ال سعود اذ ان ذلك المهم في قاموسها بعد مكاشفتها للامم المتحدة بعدم حيادتها والتزامها ماتعلن عنه .
وراهنا هاهو ناطق انصار الله محمد عبد السلام يفتح مكاشفة الامم المتحدة بانعدام حياديتها وجديتها في ايجاد حلول للمشكلة اليمنية عبر مبعوثها ؛ بعد ان ارسل له
يبلغه ( استياء انصار الله من تجاهله ماتم التوافق عليه في العاصمة العمانية مسقط فضلا عن تأكيده تمسك أنصار الله بالموقف الثابت من الالتزام بالنقاط السبع المعروفة بمبادئ مسقط باعتبارها مدخلا مهما وأساسيا نحو تسوية شاملة وخطوة متقدمة على طريق استئناف العملية السياسية ).
وبهذا لايمكننا القول بعد هذه المواقف الفاضحة لاسماعيل ولد الشيخ إلا عبارة واحدة ( من المؤسف ان يغدو المسؤول الدولي رجلا للسعودية ) …