اليمن خط أحمر: الإعلام الإسرائيلي يستوعبُ تحذيرات قائد الثورة
تغطيةٌ إعلامية صهيونية غير مسبوقة لتحذيرات السيد عبدالملك الحوثي:
المسيرة: إبراهيم السراجي
ما تزالُ أصداءُ تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي للكيان الصهيوني تتردّدُ في أوساط الإعلام والصحافة الإسرائيلية، والتي بدورها انشغلت على نحو لافت بتحليل وقراءة ما ورد في خطاب قائد الثورة الذي ألقاه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف عصرَ أمس الأول السبت.
قائدُ الثورة كان قد تطرّق إلى تنامي التصريحات الصهيونية حول اليمن، وخُصُوصاً مزاعم رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو حول تهريب صواريخَ دقيقة إلى اليمن لاستهداف الكيان، وهي المزاعمُ التي عادةً ما تروِّجُها إسرائيل أمام الرأي العام الدولي لتبرير أية حماقات الكيان الصهيوني بحق الدول الأُخرى والتي ترى فيها إسرائيل أنها مستباحةٌ أمام طائراتها منطلقة من ضرورة عدم امتلاك أية دولة لسلاح قادر على استهدافها، غير أن الكيان الصهيوني اصطدم هذه المرة بثورة 21 سبتمبر وقائدها الذي سارع لوضع الخطوط العريضة التي على الكيان الصهيوني استيعابها.
المعادلة التي وضعها قائد الثورة كانت حاسمة بأن اليمن لن يكون كبعض الدول التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية ويقول مسؤولوها إنهم سيردون في الوقت والزمان المناسبَين، فيما أكّـد قائدُ الثورة السيد عَبدالملك الحوثي أن الرد على أية حماقة إسرائيلية ضد اليمن سيكون حاسماً من خلال أولاً إعلان الجهاد ضد الكيان الصهيوني وضرب أهداف حساسة داخل الكيان وقد أثبتت الأحداث الماضية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي أن اليمن يمتلك القدرة على ضرب الكيان الصهيوني وتأديبه رداً على أي اعتداء من قبله، في المقابل يظل التزام اليمن بمساندة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية قائماً ودائماً في حال شنت إسرائيل عدواناً على فلسطين أَو لبنان.
الإعلام الصهيوني برمته سواء الناطق بالعبرية أَو الإنجليزية والعبرية أفرد مساحة كبيرة خلال الساعات الماضية والتي أعقبت خطاب قائد الثورة لتحليله، وعلى رأسها القناة العاشرة الصهيونية وقنوات “كان” وَ”i24″ وصحف مثل “يديعوت أحرونوت”، لتناول الخطاب واستضافة المحللين السياسيين والخبراء العسكريين لقراءة أبعاده ورسائله وأهدافه، بالإضافة إلى ترجمة معظم فقرات الخطاب إلى اللغتين العبرية والإنجليزية، وخصوصاً الفقرة التي تضمنت تحذيرات قائد الثورة للكيان الصهيوني وتوعده بضرب عمق الكيان محدّداً أهدافاً حسّاسة رداً على أية حماقة صهيونية ضد اليمن.
وكان اللافت بشكل رئيسي في تغطية الإعلام الصهيوني لخطاب قائد الثورة سواء التي عبرت عن القنوات والصحف التي نشرت أَو الضيوف الذين تمت استضافتهم، أنهم أجمعوا على نقطتين رئيسيتين الأولى إدراكُ الصهاينة بأن تحذيرات قائد الثورة السيد عَبدالملك الحوثي هي الأولى من نوعها الموجَّهة للكيان الصهيوني وأنها كانت حاسمة وقاطعة بشأن ما يمكن أن يحدُثَ في حال فكرت إسرائيل باختراق سيادة اليمن والاعتداء عليه، والثانية كُـلّ وسائل الإعلام والخبراء الصهاينة أجمعوا على ضرورة أخذ تحذيرات قائد الثورة على محمل الجد وعدم الاستهانة بها، مستعرضة أَهَــمّ الضربات اليمنية التي استهدفت النظام السعودي ونظيره الإماراتي من حيث دقة تلك الضربات وحجم الخسائر التي خلّفتها وهو ما يمكن أن ينطبقَ على الكيان الصهيوني في حال اعتدى على اليمن.
وفي ضوء خطاب قائد الثورة والتغطية الإعلامية الصهيونية له بات واضحاً لدى الإسرائيليين كلهم أن اليمن لن يكون ملعباً للطائرات الصهيونية ولن يكون بمقدور إسرائيل أن تكرّر ما تفعله في سوريا أَو العراق؛ لأَنَّها ستتلقى رداً يمنياً حاسماً.