كُــلٌّ يحتفي بقُدوته!
علوية الفكر
أتــت ذكــرى مولــد النــور، مــولدِ الرحــمة، مــولدِ مــن أخــرجنا مــن الظــلمات إلى الــنور، فــها نــحنُ يا ســيدي مــن اليــمن الــجريــحِ، مــن يــمنِ الإيمان، نــحتفــلُ بــذكرى مــولدِك وقــدومِك إلى هــذه الأرض، لتزيــحَ الــظلامَ ويعــمَّ نــورُك الــكونَ، ويــنجليَ كُـلُّ ظــلمٍ وجــورٍ، وينــتشر كُـلُّ عــدل وأمــن، فأهــلاً ومــرحباً يا خاتــمَ الرســل وأفضــلَهم، أهــلاً يا ســيدي يا رســولَ الله، أنــرت بــقدومك الوجــودَ، وفرحــت القــلوبُ، وتناغــمت الطــيورُ، أهــلاً بالــبشير النذيــرِ، أهــلاً بمــن هــو بُشــرى للمحسنيــن، لــقد سعــدنا بذكــرى مولــدك وفــرح بــذلك صــغيرُنا وكــبيرُنا ممــن هــم مــوالون لــك وماضــون عــلى دربــك وناهــجون نهــجك، أمَّــا المبغضون لــك وللاحــتفال فيــموتوا بغــيظهم وكــبريائهم، فــما هم إلا حــثالةٌ يتــبعون من عــاداك ويتــبعون من شــهروا سيــوفَهم على أنصارك وأهــل بيــتك.
نعم لــقد أغاظــهم الاحــتفالُ واســتدلّوا بحديــثِ “كُـلُّ بــدعةٍ ضـلالةٌ، وكــلُّ ضـلالة فــي الــنار”، هــل الاحــتفالُ بــمولد النبــي الذي أخــرج الــناسَ من الظــلمات إلى النــور بدعةٌ؟!، وقد احتفلت ملائــكةُ الـسماء فــي يــومِ مولــده، فالبدعةُ هــي أن يحتــفلَ بعضُ الــعرب بــترمب وقــدومه إليــهم، الــبدعةُ عــندما يحتفلون بعــيدِ الكريسمس، وينفقون الــملايين لــذلك، الــبدعةُ أن تُــمحى جــملةُ “حــيَّ على خــير العــمل” من الأذان، وقــد أذّن بــها الرســولُ -صــلواتُ الله علــيه وعــلى آله- ويقولــون: بــدعةٌ حسنةٌ، أما الاحــتفالُ بــيوم مولــد الرســول الــذي سنــتجمع فــيه ونــصلي عــليه ونــجدّد ولاءَئــنا له، يــقولون: بــدعةٌ ســيئةٌ، خســئوا وخــسئت مــساعيهم.