غياباتُ السجون
يحيـى صلاح الدين
مؤخراً وجّه قائدُ الثورة السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلامُ الله عليه- في الاحتفال بمولد رسولِ الإنسانية والكرامة والعزّة، للاهتمام بالسجونِ والسجناء، وكذا وجّه الرئيسُ مهدي المشَّـاط بهذا الخصوص في خطابه باحتفال بلادنا بثورة سبتمبر، والنظر فيمن قضوا فترةَ محكوميتهم ولا زالوا في السجن، أَو من تمَّ سجنُهم دون وجهٍ قانونيٍّ، ويسعني المقال أن أُشيرَ إلى بعضِ التقارير التي وصلتني عن وضعِ بعض السجون والسجناء التي لا بُدَّ من ذكرها؛ لتصلَ إلى المعنيين للعملِ على إصلاحها.
لقد ذكرت التقاريرُ أن هناك سجوناً قدرتُها الاستيعابيةُ ضيّقةٌ، وأصبحت مكتظةً بالسجناء وبدأت بعضُ الأمراض المعدية كالجرب والكوليرا تنتشر بينهم، ولا يوجد داخلَ هذا السجن حتى وحدةٌ صحية، وهناك سجناءُ أمضوا محكوميتَهم ولم يتمّ الإفراجُ عنهم، كما ذكرت التقاريرُ وجودَ سجناءَ دون حكمٍ قضائيٍّ وسجناء كبيري السن.
كلُّ هذه الإشكاليات والمعضلات أكيد أنها نتيجةُ تراكمٍ للفسادِ لعقودٍ من الزمن، وعلينا الآن تحمّلُ المسؤولية وَالعملُ على تصحيح هذه الوضعية، وتشكيلُ لجنةٍ من الجهات المعنية للنزول إلى هذه السجون والاطّلاع عن قربٍ، فمن غير المناسب أن تتجاهلَ هذه الجهاتُ توجيهاتِ قائد الثورة والقيادة السياسية في هذا الأمر، فنحن الآن مكّننا اللهُ لينظرَ أنعمل على رفعِ الظلم عن الناس حتى لو كان سببُ هذا الظلم نظاماً سابقاً أفسدَ كُـلَّ شيء من القوانين حتى زرع جراثيم لا زالت تنخرُ في أجهزة الدولة حتى اللحظة؛ لذا أتمنّى سرعة تشكيلَ اللجنة والنزولَ إلى هذه السجون والعملَ على معالجة الاختلالات القائمة..
واللهُ من وراء القصد.