بحجّة أنها “حوثية”.. سلطاتُ المرتزقة تمنع إقامةَ فعالية للصوفية بمناسبة المولد النبوي في تريم
وسائلُ إعلام الإصلاح تحاول التغطيةَ على الفضيحة بمبرّرات واهية:
المسيرة | خاص
في فضيحةٍ جديدةٍ تكشف تماهي حكومة المرتزقة وتحالف العدوان مع التوجهات التكفيرية المشوهة للإسلام، والتي تعملُ لصالح الأعداء في محاولة ضرب الهُوية الإسلامية للشعب اليمني، منعت سلطاتُ الفارّ هادي في محافظة حضرموت، هذا الأسبوع، إقامةَ فعالية شعبية للتيار الصوفي بمناسبة المولد النبوي الشريف، بحجّة أنها “فعاليةٌ سياسيةٌ حوثيةٌ”، الأمر الذي يكشف أيضاً أنَّ الفعاليات المركزيةَ الكبرى التي أُقيمت بهذه المناسبة في صنعاء وعدة محافظات، قبل أيام، قد شكّلت ضربةً كبيرةً فضحت فشلَ حكومة المرتزقة وتحالفَ العدوان في تدجين الشعب لصالح الوهابية التكفيرية.
وكشفت مصادرُ محلية للصحيفة، أنَّ سلطات حكومة المرتزقة بوادي حضرموت، منعت فعاليةً جماهيريةً كان من المقرر إقامتها، أمس الأول؛ للاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف في مدينة تريم ذات الغالبية الصوفية.
واعترفت وسائلُ الإعلام الموالية لحكومة المرتزقة، والتابعة لحزب الإصلاح بالذات، بهذا القرار الفاضح، وحاولت تقديمَ مبرّرات له، إلّا أن تلك المبرّرات شكلت فضيحةً أخرى، حيثُ نقلت تلك الوسائلُ الإعلاميةُ عن ما أسمته “مصدراً في السلطة المحلية” قوله: إنَّ قرارَ المنع جاء؛ بسببِ أن تلك الفعالية لم تحصل على ترخيصٍ من مكتب وزارة الأوقاف، لكنه سرعان ما ناقض ذلك بادّعاء أن منظّمَها “من خارج تريم”، الأمر الذي يكشف أن السببَّ الحقيقيَّ وراءَ منع الفعالية هو التماهي مع النهج الوهابي التكفيري الذي يقول إنَّ إحياءَ مناسبة المولد النبوي “بدعةٌ”.
وكان من ضمن المبرّرات التي حاولت بها سلطةُ المرتزقة التغطيةَ على هذه الفضيحة، الادّعاء بأنَّ الفعاليةَ “سياسيةٌ” ولم يقف الأمرُ عند هذا الحد إذ اتهمت سلطةُ المرتزقة المنظّمين لهذه الفعالية بأنهم “حوثيون”.
وفي محاولتها لتبرير هذا الاتهام الفاضح، ادّعت وسائلُ إعلام المرتزقة وحزب الإصلاح بأنَّ منظمي الفعالية أرسلوا للمواطنين رسائلَ عبر شركة “يمن موبايل” تدعوهم للمشاركة فيها، معتبرةً أنَّ هذه الشركة “حوثية”، ثم أضافت تبريراً أكثرَ فظاعة ادعت فيه أنَّ الفعاليةَ مخالفةٌ “للعادة” من حيث “العدد والإسراف الباذخ”.
هذه الاتهاماتُ والتبريراتُ تتناقض أولاً مع الادّعاء بأنَّ الفعاليةَ لم تحصل على ترخيص، وتكشف -ثانياً- محاولةَ حكومة المرتزقة للهروب من منطقها التكفيري الوهابي الذي على أساسه مُنعت الفعاليةُ.
كما تكشف اتهامات سلطة المرتزقة للمشاركين في الفعالية بأنهم “حوثيون” أنَّ الفعاليات الجماهيرية الكبرى التي أُقيمت في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى يوم المولد النبوي، قد فضحت بشكلٍ كبيرٍ موقفَ حكومة المرتزقة وتحالف العدوان المنسلخ من الهُوية اليمنية والإسلامية، حتى بات المرتزقةُ يرون أن أيَّ احتفال بالمولد النبوي هو “احتفالٌ حوثيٌّ”.
كما يؤكد ذلك أنَّ الحشودَ اليمنيةّ التي خرجت في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية يوم المولد النبوي، أرسلت رسالةً واضحةً حول مدى الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية والثورية في صنعاء، الأمر الذي جعل سلطات المرتزقة تخشى على نفسها من الفعالية بالرغم من أنها فعالية دينية يحييها الشعبُ اليمنيُّ وسكّان حضرموت بالذات بشكلٍ متواصلٍ منذُ وقت طويل.
من ناحيةٍ أخرى، يكشف هذا الصدامُ بين سكان حضرموت وسلطة المرتزقة في هذه المسألة، حجمَ القمع التي تمارسه سلطةُ المرتزقة على المواطنين، كما يكشف أنها سلطة “مستوردة” ودخيلة على الشعب ولا تعي توجهاته وهُويته وعاداته.
وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها سلطاتُ المرتزق عن عدائها للصوفية، إذ سبق ودمَّرت مليشياتُ المرتزقة التكفيرية العديدَ من الأضرحة والمعالم الصوفية في مختلف المحافظات التي تسيطر عليها.