وزيرُ الصحة يدعو الأممَ المتحدة للتوقّف عن ذرف الدموع على أطفال اليمن
أكّـد أنَّ وفياتِ الأطفال في العام ثلاثةُ أضعاف ما ذكرته التقاريرُ الدوليةُ للأمم المتحدة:
طالب بتقديمَ إيضاحات حول أموال المساعدات التي تُهدر على توفير سيّارات وخدمات لا تعني اليمنيين شيئاً:
المسيرة | صنعاء:
قال الدكتورُ طه المتوكل –وزير الصحة العامة والسكان-: إنَّ اليمنَ ليست بحاجة إلى ذرف الدموع من قبل الأمم المتحدة والمنظّمات الدولية دون اتّخاذ موقف تجاه المشاهد المؤلمة لأطفال اليمن الذين اختُطِفت أرواحُهم أَو أُصيبوا بعاهات دائمة، وآخرين يعيشون تحت وطأة المجاعة والأمراض، فيما لا تبدي أيةَ مصداقية في تقاريرها الإنسانية، أَو دعماً يستحقّه هذا الوضع المأساوي.
وأضاف الدكتورُ المتوكل خلال مشاركته، أمس السبت، في فعالية أقامها مستشفى السبعين للأمومة والطفولة، تحت شعار “حقوق الأطفال تنتهك بغطاء أممي”؛ لكشفِ جرائم العدوان بحقِّ أطفال اليمن: لا نطالبُ في اليوم العالمي للطفل الأممَ المتحدة بألعاب وترفيه بل نطالب بحضانات للأطفال حتى يأخذوا حقَّهم في الحياة.
ودعا وزيرُ الصحة الأممَ المتحدة والمنظّماتِ الإنسانيةَ إلى تقديم إيضاح مصير أموال المساعدات التي يجري إهدارُها على توفير سيارات وخدمات ونفقات لا تعني اليمنيين بشيء، مؤكّـداً أنَّ 5 آلاف طفل يمني يُصابون سنوياً بالأورام؛ نتيجةَ أسلحة تحالف العدوان التي من بينها محرّمةٌ دولياً.
وبيّن الدكتور المتوكل أنَّ الأممَ المتحدة لم توفّر إلى اليوم طائرةً لإنقاذ المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج، داعياً وبشكلٍ مباشرٍ منسقةَ الأمم المتحدة في اليمن إلى إدخال الحضانات وأجهزة التنفّس الصناعي للمواليد، وإدخال الأدوية المنقذة للحياة، كما دعا في اليوم العالمي للطفل إلى تسيير جسر جوي لإنقاذ الأطفال الجرحى والمصابين بالأورام والفشل الكلوي والثلاسيميا وجميع الأمراض المهدّدة لحياتهم بالموت.
ولفت وزير الصحة إلى أنَّ المستهدفين بأول صاروخ للعدوان هم الأطفالُ بمنطقة بني حوات بأمانة العاصمة، حيثُ استشهد 14 طفلاً، وغيرها من المجازر التي طالت الأطفالَ في ضحيان بصعدةَ وغيرها من المحافظات، موضحاً أنّه وبحسب التقارير الدولية فإنَّ 150 ألف طفل في اليمن يموتون سنوياً؛ بسَببِ العدوان والأمراض والأوبئة ومنها سوءُ التغذية وعدمُ وجود الأدوية المنقذة جرّاء الحصار، مؤكّـداً أنَّ وفياتِ الأطفال في العام ثلاثةُ أضعاف ما ذكرته التقاريرُ الدولية للأمم المتحدة، مبيناً أنَّ وفاةَ 350 طفلاً يومياً في اليمن، يدلُّ على أنَّ البلدَ يتعرّض لإبادة جيل كامل.
من جانبه، أشار الدكتورُ نجيب القباطي -الوكيل المساعد لقطاع السكان بوزارة الصحة-، إلى أنَّ تداعيات العدوان على القطاع الصحي لم تقتصر على الاستهداف المباشر للمرافق الصحية، بما في ذلك المخصصة للأطفال والتي لم يسلم منها حتى الخدج، بل امتدت للاستهداف غير المباشر بمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الخَاصَّة بأمراض الطفولة.
وفي السياق، أكّـدت الدكتورةُ ماجدة الخطيب -مدير مستشفى السبعين للأمومة والطفولة،- وفاةَ ثلاثة آلاف و254 طفلاً في أقسام الأطفال بالمستشفى، منهم ألفٌ و492 طفلاً توفوا في الحضانات؛ نتيجةَ نقص الإمْكَانات الطبية والأدوية.
وتطرّقت إلى ما تعرّض له المستشفى من أضرارٍ نتيجةَ استهدافه من قبل طيران العدوان، مشيرةً إلى أنَّ المستشفى لا يوجد فيه جهازُ تنفّس صناعي للأطفال دون الشهر، موضحةً أنَّ العالمَ يحتفلُ باليوم العالمي للطفولة فيما المقابر في اليمن تمتلئُ بالأطفال وتكتظ المستشفياتُ بالجرحى منهم والمرضى جرّاء العدوان والحصار.
تخلّل الفعاليةَ التي حضرها وكلاء وزارة الصحة، ومدير مكتب الصحة بالأمانة، ومدير مستشفى الكويت الجامعي، ومدراء العموم والبرامج بالوزارة، عرضٌ عن الطفولة في اليمن وأوبريت بعنوان “محاصرون”.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة، فإنَّ ستةَ مواليد يموتون كُـلَّ ساعتين؛ بسَببِ تدهور خدمات الرعاية الصحية، و65 طفلاً دون الخامسة من أصل ألف يموتون؛ بسَببِ نوعٍ من أنواع الأمراض، و320 ألفَ مريض عجزوا عن تلقي العلاج بالخارج؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء، توفي منهم حوالي 42 ألفاً، نسبةُ الأطفال منهم 30 بالمِئة، وَأنَّ خمسةَ ملايين طفل مصابون بسوءِ التغذية، غالبيتهم دون سن الخامسة من العمر.
وأشَارَ بيانٌ صادرٌ عن الوزارة، إلى أنَّ 51 بالمِئة من المنشآت الصحية معطلةٌ جزئياً أَو كلياً؛ بسَببِ العدوان والحصار، ما أثّر بشكلٍ مباشرٍ على تقديم خدمات الرعاية للأطفال.