من وحي رجال اللّه
أشواق دومان
هؤلاءِ رجالُ الله، وَفي إنجازاتهم وَانتصاراتهم ما يُشبِهُ وصفةَ العلاج الدقيقة، فلا تستفزُّهم إلّا موجعاتُ العدوّ، وَلكنّهم حين يعالجون حَنَقَ هذا العدوان الظالم فهم كعالِمِ وَمتخصّصِ الكيمياء، يضعون كُـلَّ شيءٍ بميزان وَلا يناولون العدوَّ علاجَ حقده، إلّا في الوقت المناسب وَبالدّرجة المناسبة وَالمكان المناسب.
ألَا يستحقّون أن نشكُرَ اللّهَ على منحنا إيّاهم؟!..
يرابطون، يجاهدون، يقاتلون، يجوعون، يظمأون، يبردون لكنّهم لا يتكلّمون..
أخبروني: أين مثل هذه الأرواح، وَأين رجال في الأرض يتواجدون سوى في المدرسة القرآنية المحمدية.. تلك المدرسةُ التي عجزت أمريكا وَمن والاها أن تفتتحَ قسماً خاصًّا لتعليم مسوخها فنَّ الانتصار وَقيمةَ الرّجولة..
نعم فالانتصارُ فنٌّ، وَمن الفنون: فنونُ الانتصار التي تتعلّق بفنون القتال التي ترتبط بفنّ الثّبات، في القرن الواحد وَالعشرين يتزوّج وَيترك عروسَه بعد أسبوع من العرس، يُسعَف جريحاً فلا يُصبر على إتمام العلاج إلّا وَينطلق لجبهات البطولة، يعارضه الكونُ وَتذل له الصعاب، وَيوعد بسيارة وَأحسن جامعة وَأحلى خطيبة، فيترك كُـلَّ هذا وَتكون الجبهةُ مسرحَ حياته التي يتنفّس فيها الحرية وَيستنشق الجمال وَيهاجر إلى اللّه، حيثُ الطمأنينة وَالصّفاء.
فأخبروني أَلَا أتمنى أن أكونَ شيئاً في قلب هذا الإنسان أَو روحه لأكتشف، لأعرف، لأفهم، لأخبر العالم الجبان بأنَّ الأرضَ الطّيبةَ لن تُهزم وَمثل هؤلاء الأبطال فيها، لن تُهزم، وَسيتمُّ اللّهُ نصرَه وَلو كره الظّالمون.