تفاصيلُ الجريمة:
لخّص التقريرُ روايةَ ما حدَثَ في مسرح الجريمة واللحظات الأخيرة للرئيس إبراهيم الحمدي، بحسب الشهادات والوثائق، ونختصرُها، كالتالي:
أَوَّلاً: بعدَ دخول الرئيس الحمدي ونائبه أحمد الغشمي إلى مكان ارتكاب الجريمة، تفاجأ بجثّة مرمية على الأرض، وعندما عرف أنها جثةُ شقيقه قائد قوات العمالقة المقدم عبدالله الحمدي، عرَضَ على الفور تركَ السلطة والاستعدادَ لمغادرة البلاد دونَ اللجوء إلى الدماء، متسائلاً عن سببِ قتلِ أخيه.
ثانياً: تدخَّلَ الملحقُ العسكريُّ السعوديّ متهكماً على الحمدي ومتشفّياً به ومذكِّراً إياه بأفعاله ومواقفه التي استدعت هذا الموقف، وتطرق إلى عدة قضايا ووجّه الملحقُ ألفاظاً نابيةً للحمدي، محاولاً الاعتداء عليه وإهانته إلا أن الحمدي تمكّن من التصدي له ودفعه إلى الخلف ليسقُطَ على الأرض ثم يقفُ مرةً أُخرى.
ثالثاً: في هذه اللحظات كان الحمدي غاضباً وصوتُه مرتفعٌ، وهنا تدخل القتلة؛ بهَدفِ تقييدِ حركة الحمدي وتكتيف يدَيه؛ ليتسنى للملحق العسكريّ السعوديّ صفعه في الوجه، وهنا علّق الحمدي بالقول: إنَّ هذه الإهانة ليست له بل وللقتلة أَيْـضاً (ويقصد اليمنيين منهم) ولكل أبناء الشعب اليمني.
رابعاً: عاد الحمدي ليعرضَ عليهم الخروجَ من البلاد وعدمَ تلطيخ أيديهم بدمه فيكفي ما حدث لشقيقه وذكّرهم بكيفية مغادرة الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني إلّا أن الرائدَ علي عبدالله صالح حذّر من مغبةِ الموافَقةِ على المقترح، فقد يعود الحمدي لينتقمَ منهم وسيعيدُه الشعب لا سيما وقد قُتِلَ شقيقُه، وهنا وبعد إشارة من صالح الهديّان، أطلق الرائدُ علي عبدالله صالح عدةَ رصاصات من مسدسه على الرئيس إبراهيم الحمدي الذي استشهد مدافعاً عن اليمن وسيادته واستقلاله.