الفاتحون

مرتضى الجرموزي

بروحِ الإيمان، وصل الأبطالُ وبحيوية الإباء وعزيمة الإصرار وصل الفاتحون، وإلى مطارِ صنعاء وصل الأسرى المحرّرون والمقدّر عددُهم بـ 128 أسيراً من مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة.

وقبل أن تَحُطَّ الطائرةُ التي كانت تقلهم، كان المطارُ يكتظُّ بجموعٍ يمانيةٍ جاءت لاستقبال الأسرى الذين حملوا رايةَ الجهاد والوفاء والتحدي، وهم في سجون النظام السعوديّ البغيض.

حضرت الجموعُ وتوافدت الوفودُ وكلُّها على قلب واحد، مرحاً وفرحاً وابتهاجاً بعودة فرسان اليمن وخروجهم من غياهب السجون السعوديّة المظلمة بفعل الغطرسة السعوديّة اللّئيمة، كلٌّ ذهب إلى المطار لاستقبال من رفعوا اليمن عالياً بثباتهم وجهادهم وصبرهم وتحمّلهم مشقةَ وابتلاءَ الأسر، فكان أَن استقبلتهم الجماهيرُ استقبالَ الفاتحين.

القوةُ لا تثمِرُ إلّا القوةَ والصلابة، والذُّلُّ لا يثمر إلّا الضعفَ والهوانَ وتعريضَ النفس والأوطان للاستهزاء والاحتلال في كُـلِّ مقدراته، فقد أتت الخطوة السعوديّة بالإفراج عن الأسرى اعترافاً بالحقِّ اليمني وضعفاً في مواجهة القوة والعزيمة، وهزيمةً أمام المجاهد اليمني المتسلّح دوماً بالحقِّ ومشروع الدفاع المقدس.

ولو كنا في موقف ضعف لما عاد رجالنا الأسرى، ولما تنازلت السعوديّة عن شيء من تعنّتها وانحطاطها للوصاية الأمريكية، نعم لقد رأينا جميعاً ورأى العدوُّ الروحَ العالية للأسرى المحرّرين، سواءٌ أكانوا في السجون أَو أثناء وصولهم أراضي اليمن، بالفرح والأهازيج وآيات الترحيب وتصريحات بعض الأسرى بالثبات ومواصلة الجهاد والتحدي والوقوف في وجه الظلمة مهما كلّفهم الأمر.

على العموم نحمدُ اللهَ ونشكره بالإفراج عن الأسرى، ونسألُ اللهَ أَن يفرّجَ عن كافة الأسرى القابعين خلف القضبان السعوديّة والإماراتية وأحذيتهم المرتزِقة منافقي الداخل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com