ما بين ديسمبر والحرب الأولى
عبدُالله هاشم السيّاني
كثيرٌ من الناس لا يعرفون التفاصيلَ التي سبقت الحربَ الأولى على مسيرة أنصار الله، وما الذي جرى فيها، ولا ما هي الشائعات التي سبقتها؛ تمهيداً لها، ولا الأحاديث المتداولة في أروقة نظام صالح والإخوان، لكنّي سأروي لكم بعضَ العناوين العريضة عنها التي لا تدخُلُ في دائرة الأخبار، بل في دائرة المعايشة والعِلم، فقد مهّد الإصلاحُ وبالذات علي محسن للحرب الأولى بالحديثِ عن وجود ١٥ ألفاً من الحرس الثوري في مرّان، وأن السيّدَ حسين يجهّزُ لانقلابٍ عسكريٍّ على نظامِ صالح من صعدةَ، ولا بُدَّ من استباقه وشنِّ حربٍ عليه في عُقر داره.
وكان أكثرُ المتحمسين للحرب حينها علي محسن، وبصوتٍ مرتفعٍ، في حين الإخوان كانوا يدفعون نحوَ الحرب والتشجيع عليها والتحذير من عدم الإسراع فيها، ولكن في الغرف المغلقة ولدى أصحاب الإقرار وليس في الإعلام.
علي صالح حينها فكّر في الحربِ من زاوية توريطِ علي محسن، وكوسيلةٍ للتخلُّصِ منه وفي نفس الوقت قتل أكبر عدد من هذه الفئة لإضعافها وضربها في مركَزِ قوتها “صعدة”..، علي صالح وفي اتصالٍ تلفونيٍّ قبل الحرب الأولى اتّصل ببعض الإخوة، وهدّد الهاشميين وبالذات من سمّاهم أصحابَ العمائم فقال: إذَا لم توقفوا صاحبَكم -ويقصد السيّد حسين الحوثي-، سوف أجعلُ الشعبَ اليمنيَّ يلعبُ بعمائمكم في الشوارع، وبهذه اللغة المتغطرسة والمتجبّرة كان يتعاملُ مع الزيدية وعلمائها والناشطين في الساحة حينذاك.
ومن هذا المنظور كان يرى في شعارِ السيد حسين وحركته -رضوانُ الله عليه- خطراً بهذا الحجم، يجعلُه يتحدّثُ بتلك الجرأة على العلماءِ مثل السيد حمود عبّاس المؤيد، والسيد العلامة محمد المنصور رحمةُ الله عليهما، الحديثُ يطولُ عن عفاش وعلي محسن وماضي حكمهما لليمن، فهو تاريخٌ لعشرات الآلاف من الأيّام ومئاتِ الآلاف من الساعات والأحداث المليئة بالإجرام والظلم والكيد والمكر والعمالة ونهب المال العام.