اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين المرتزقة في عدن واغتيال ضابطين
في إطار تجدّد الصراع بين حكومة الفارّ هادي ومليشيات الانتقالي بعد فشل “اتّفاق الرياض”
المسيرة | خاص
انفجرت الأوضاعُ مجدّداً في محافظة عدن، أمس السبت، بين مليشيات ما يُسمّى “المجلس الانتقالي” التابع للإمارات، وقوات حكومة المرتزِقة، حيث اندلعت بينهما اشتباكاتٌ عنيفةٌ، في الوقت الذي قُتل فيه ضابطان بعمليتي اغتيال، وذلك في إطار تداعيات فشل ما يُسمّى “اتّفاق الرياض”.
وأفادت مصادرُ محليةٌ بأن اشتباكات عنيفة دارت، أمس، بين مليشيات “الانتقالي” ومسلحين تابعين لقوات حكومة المرتزِقة، في منطقة الخيسة بمديرية البريقة.
وأوضحت المصادرُ أن مليشياتِ الانتقالي حرّكت أكثرَ من 30 طقماً عسكرياً من ساحل أبين إلى منطقة المواجهات؛ لتعزيز قواتها، ولا يزال إطلاقُ النار مستمراً حتى لحظة الكتابة.
كما كشف مصادرُ أن قوات حكومة المرتزِقة، كانت قد استقدمت، خلال اليومين الماضيين، تعزيزات عسكرية بشرية ومادية إلى المحافظة.
من جانبٍ آخرَ، وبالتزامن مع المواجهات، قُتل “ضابط” في قوات سلطة المرتزِقة بعدن، أمس، بعمليةِ اغتيال نفّذها مسلحون في مديرية التواهي بالمحافظة.
وأوضحت مصادرُ محلية أن المسلحين كانوا يستقلون دراجةً ناريةً عندما أطلقوا النارَ على الضابط “شادي حسين” -أحد عناصر ما يُسمّى الخدمات الطبية العسكرية-، قرب سوق القات بالمديرية، فسقط قتيلاً على الفور.
كما قُتل، مساء أمس، مسؤولٌ أمني بارزٌ في ما يُسمّى “الحزام الأمني” التابع لمليشيات الانتقالي بعملية اغتيال أُخرى، حيث أفادت مصادرُ محلية بأن مسلحين أطلقوا النارَ على الضابط المرتزِق “محمد صالح الحيدري” -نائب مدير ما يُسمّى القوى البشرية للحزام الأمني والدعم والإسناد-، وذلك بالقُرب من منزله في مديرية المنصورة.
وكان عضوُ هيئة رئاسة “المجلس الانتقالي”، ومدير ما يُسمّى “دائرة الرقابة والتفتيش” بوزارة دفاع المرتزِقة العميد مسفر الحارثي، تعرّض لمحاولة اغتيال قبل يومين.
ويأتي ذلك ضمن تصاعدٍ كبيرٍ لموجة الاغتيالات التي عادت إلى عدن بشكلٍ لافتٍ خلال الأيّام الأخيرة، حيث تفيد المعلوماتُ بأن 9 عمليات اغتيال نُفّذت خلال أقل من أسبوع (من دون العمليتين الأخيرتين)، وذلك يُترجم مدى تصاعد التوتر بين مليشيات الانتقالي وحكومة المرتزِقة، حيث يدخل الصراعُ بينهما مرحلةً جديدةً، بعد فشلِ ما يُسمّى “اتّفاق الرياض” في وضع حدٍّ له.
وكانت عدن شهدت، خلال الأسابيع الماضية، تصادمات ومواجهات متكرّرة بين طرفي المرتزِقة في إطار عودة الصراعات بينهما.
ولا يقتصر ذلك على محافظة عدن فقط، بل تشهد محافظتي أبين وشبوة أَيْـضاً، مواجهات متصاعدة وعمليات اغتيال واعتقالات متبادلة بين طرفي المرتزِقة، الأمر الذي يؤكّـد اتّجاههما إلى جولةٍ جديدةٍ من صراعهما المستمر منذُ سنوات.
وكان هذا الصراعُ المستمرُّ بين مليشيات الانتقالي وحكومة المرتزِقة، قد شهد على مدى الفترات الماضية، العديدَ من جولات المواجهات الواسعة والاغتيالات المتبادلة التي تُقدّر بالمئات.