أطفالُ اليمن يتساءلون
وفاء الكبسي
خمسةُ أطفالٍ بعمرِ الزهور قادهم جوعُهم إلى أقربِ بقالة ليشتروا ما يأكلون، فالتهمتهم ألسنةُ لهب صواريخ العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ، فطُحنت أجسادُهم وتطايرت أشلاءُ تلك الأبدان الضعيفة النحيلة يمنةً ويسرةً، والبعضُ منهم رُدمت جثّتُه تحت أنقاض الحديد والحجارة، بأيِّ ذنبٍ قتلوهم؟!..
ما الذي اقترفوه ليُذبحوا بكلِّ تلك الوحشية والعهر؟!..
لقد سبق هؤلاء الخمسةَ مئاتُ الآلاف من أطفالنا الذين غادرت أرواحُهم أجسادَهم الطاهرةَ، لتشتكي وحشيةَ هذا العالم لبارئها، الذي مُلئ بوحوشٍ ممسوخة كاسرة فقدت كُـلَّ معاني الإنسانية..
أطفالُنا لم يعيشوا يوماً طفولتَهم، ولم يجدوا يوماً حقَّهم في الحياة، حقهم بأن يلعبوا بأمانٍ ويجدوا المأكلَ والمشربَ والمأوى، أطفالُ اليمن هم جراحُ هذا العالم المنافق، أطفالُنا يتساءلون كيف نكون أطفالاً بلا حرية، وكيف نلهو وقضيتنا منسية؟!..
حتّى أصبحت أحلامُنا تختلفُ عن أطفالِ هذا العالم، فلا الألعابُ تستهوي قلوبَنَا، ولا نهايةُ فيلم كرتوني يشغل بالَنا!!..
نحنُ أطفالَ اليمن لا ننام على قصة سندريلا في أحضان آبائنا وأمهاتنا؛ لأَنَّنا فقدناهم بسببِ غدر الجار القاتل!!..
أطفالُنا في زمنِ العدوان والمعاناة والعذاب أصبحوا رجالاً، فلم يزدهم الألمُ إلا شرفاً وهمةً، تحمّلوا المسؤوليةَ، فصنعوا من الخشب بندقيةً؛ لكي يدافعوا عن أنفسِهم وأرضِهم وأهاليهم، ولم يعد يؤمنون بمعاهداتِ حقوق الإنسان ولا الطفل، فحملوا لواءَ الجهاد، فكان شعارُهم (الله خير الناصرين)، فكانوا على العهدَ صامدين، حلمُهُم تحريرُ اليمن الجريح رُغم المحن والألم، فلا سلامَ ولا أمانَ لمعتدٍ أثيم حتّى يعيشوا على أرضِهم سالمين.