مطارُ صنعاء موقع صمود ووصمة عار
حليمة الوادعي
في البدايةِ كانت المسألةُ بسيطةً في نظرِهم، فأعدّوا واستعدّوا ثم أعلنوا عاصفتَهم التي عصفت رؤوسَهم وقيّدت أيديهم، وأثبتت لهم أنهم في مواجهةٍ مع درع الجزيرة العربية وأَسَاس المنابع الإسلامية، فشدّوا بعضَهم وتخلّوا عن هُويتهم وتنازلوا عن دينِهم؛ مِنْ أَجلِ إعلان فوزهم الخيالي.
فقاموا بأبشعِ الجرائم وارتكبوا أشدَّ المجازر، فتعجَّبوا من قوة بأسنا وأرادوا كسرَنا وإجبارَنا على الخضوع والتنازل، فلم يجدوا سوى مطار صنعاء ليكونَ سبباً في إعاقة الاقتصاد وتدهور الصحة وجلب الكوارث الإنسانية لكُلِّ فئات المجتمع، فتجرّدوا من كُـلِّ معاني الرحمة وتمزّقت ضمائرُهم.
ظنّوا الاستسلامَ منِّا بعد حصارِهم، فوجدوا العزمَ فينا رغم عدوانِهم، كانوا يهدفون إلى الخضوع والقبول بالاحتلال، فناب عن ذلك الصمودُ اليمانيُّ والردُّ القويُّ والاستمرارُ الأبيُّ، فلم يصنعوا سوى العار لتاريخهم الذي سيظل يتذكّرُه أحفادُنا فيفخرون بأجدادهم، ويقرأ أحفادُهم فيسيطرُ عليهم الخجلُ والخيبةُ من ذلك التاريخ المرير والذليل.
نعم قد جلب لنا إغلاقُ مطار صنعاء المعانات الكثيرةَ والأزمات الاقتصاديةَ، والتدهورات الصحيةَ، ولكننا ما زلنا صامدين وما زلنا نرى أن ترابَ هذه البلادِ هو الدواءُ، وهواءَها هو المجدُ، وتحريرَها هو المستقبلُ المؤكّـدُ، فليفعلوا ما يحلو لهم وليعلنوا حصارَهم آلافَ السنين، فمن نبت على العزّةِ والشموخِ لن يكسرَه حصارٌ أَو جوعٌ، ومن اعتادَ على المجد والارتفاع لن يُذل وإن دفعَ بروحِه.