مواطنةٌ روسيةٌ ناجيةٌ من مجزرة حي الرقّـاص: عاملان بمنظّمة “إغاثة” سألا عن الصحفي “عبدالله صبري” قبل القصف
في فضيحةٍ جديدةٍ تكشفُ تورُّطَ المنظّمات الدولية في أعمال استخباراتية لصالح العدوان
المسيرة | متابعات
تواصِلُ منظّماتُ “الإغاثة” الدولية العاملة في اليمن التأكيدَ دائماً وبشكلٍ متكرّرٍ على التزاماتها “للمانحين”، لكن في ظِلِّ الفساد الكبير التي تمارسُه هذه المنظّمات والذي تم إثباته بالوثائق، يبدو أنه من اللازم إعادة النظر في “المانحين” أنفسهم وأبرزهم، السعوديّة والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، وبالتالي فَإنَّ تلك “الالتزامات” التي تنفّـذها منظّماتُ الإغاثة الدولية ليست إنسانيةً بل استخباراتية، تتضمن “تقديم إحداثيات” لطيران العدوان.
هذا ليس تحليلاً، وإنما هو خلاصةُ الفضيحة المُدَوِيَّة التي كشفتها المواطنةُ الروسيةُ، شمس النعيمي، التي نجت من مجزرة حي الرقّـاص التي ارتكبها طيرانُ العدوان منتصف مايو الفائت، واستهدفت الحيَّ الذي يسكُنُ فيه رئيسُ اتّحاد الإعلاميين اليمنيين، عَبدالله صبري، وأَدَّت إلى إصابته واستشهاد ولدَيه والدتِه، إلى جانبِ العشرات من الشهداء والجرحى.
في مقطعِ فيديو، تقولُ “النعيمي” في حديثٍ لقناة “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية، بعدَ وصولها إلى موسكو: إنَّ “رجالاً من منظّمة إغاثة تردّدوا على المبنى الذي تسكُنُه في حي الرقّـاص للاستفسار عن سكانه وكانوا يبحثون عن صحفيٍّ يعملُ لدى وسيلة إعلام تابعة (للحوثيين) وبعد ذلك بثلاثة أَيَّـام تم قصفُ البيت بغارة جوية”.
بعبارة أُخرى: لقد أرسلت المنظّمةُ “الإغاثية” موظفيها؛ للبحث عن مكان الصحفي “صبري” وتحديد إحداثياته للطيران، وهو ما حدث.. لا يحتاج الأمرُ إلى تحليل، فالفضيحةُ شديدةُ الوضوح، ولا تستطيعُ المنظّماتُ الإغاثية إنكار ذلك وهي التي ثبت تورُّطُها في فساد مالي كبير بخصوص مشاريعها “الإغاثية” في اليمن بالوثائق والأرقام، كما ثبت قيامها بنشاط غير إنساني في مشاريع فساد أخلاقي واستبيانات استخباراتية تم نشرها خلال الفترة الماضية.
يبدو بوضوح الآن أَن الأموال التي كشفت الوثائقُ سرقتَها من قبل المنظّمات الإغاثية العاملة في اليمن، تحت بند “نفقات تشغيلية” كانت هي أموال حدّدها “المانحون” كثمنٍ لتجنيد عناصر استخباراتية تعمل لصالح دول العدوان، التي ليس من قبيل المصادفة أَن تكونَ هي أبرز “المانحين”، تحت غطاء العمل الإنساني.
“النعيمي” التي أُصيبت جراء تلك المجزرة البشعة، أضافت في شهادتها قائلة: “الحرب التي شنها التحالف العربي بقيادة السعوديّة أفقدتنا كُـلَّ شيء، وخسرنا بيتنا وكنا سنخسر حياتنا.. نجونا بأُعجوبة وتحرّرنا من تحت الرُّكام لكن ما زالت آثارُ الشظايا والحروق تملأُ أجسادَنا”.
وبحسب “روسيا اليوم” فقد وصلت شمس النعيمي التي تحملُ الجنسية الروسية وأُسرتها مؤخّراً إلى موسكو بعد تدخُّل الخارجية الروسية لإجلائهم من اليمن حسب ما أفاد زوجها أوسان بلعيد، الذي روى أَيْـضاً للقناة آثارَ الغارة التي استهدفت حيَّ الرقّـاص بالعاصمة صنعاء منتصف مايو 2019م.
وكان تحقيقُ وزارة الداخلية في المجزرة قد كشف أَن مركَزَ انفجار الصاروخ الذي أطلقه طيرانُ العدوان على عمارة الحاج حسن العزي، كان في الشقة التي يسكُنُها الصحفي عبدالله صبري وأُسرته، ما يؤكّـدُ أن الضربة كانت متعمدةً لاستهداف سكن “صبري” بالذات.
يُشارُ إلى أَن الأممَ المتحدة “أدانت” هذه المجزرة حينها، وعلى الأرجح لتكونَ تلك الإدانة “غطاءً” على تورُّطِها في الجريمة.