بمعية الله سننتصرُ
مرتضى الجرموزي
وسنعانق السماءَ مجداً، وسموًّا، رفعةً، وعزًّا..
وسيأتي اليومُ الذي نحتفلُ بسعادة الانتصار، وقهر الأنذال.
على مرأى ومسمع العالم الصامت، المنافقِ، والمحايدِ، سنعلو بإقدامنا على رؤوسِ الأقزام، وسنمتطي صهوةَ الجواد اليمني الأصيل، وسنبلغ ذروةَ المجد بفضلِ الله، وفضل مجاهدينا الصادقين المؤمنين، وبحقِّ دماء الضحايا الأبرياء شهداءً وجرحى والذين قُتلوا ظلماً وعدواناً، إننا لنحن المنتصرون بمشيئة الله ونحن الغالبونُ بعون الله.
وبحقِّ الوجع والأنين، ودموع الثكالى والأرامل، وأنّات الجرحى، وتضحيات الشهداء الذين أسقوا بدمائهم الطاهرةِ اليمنَ الطيّبةَ والخيّرةَ، وحافظوا على شرف الأرض والإنسان اليمني من التدنيس، بالعزم والإيمان وبالإصرار والتحدي ومن مبدأ القضية الحقّة، والدفاع المشروع في مجابهة الظالمين وكسر شوكة المعتدين ووجوب دفع شرّهم وإجرامهم، والقصاص لمظلومية أبناء اليمن، وسنستمرُّ في الجهاد وبذل الغالي والنفيس..
من ثقافةِ القرآن نستمد ثقافته، الإيمان والجهاد لا نخشى إلّا اللهَ، لا نرهبُ ولا نرغبُ إلّا منه سبحانَه وتعالى، من بيده الأمرُ ويعلم خفايا العيون وسرائرَ الصدور، ندين له بالولاء والطاعة، حياتُنا ومماتُنا ونسُكُنا له، ونحن مِلْكُ إرادته طائعين مسلّمين له في السراء والضرّاء..
من اعتمد على الله ووثق به أعانَهُ، ومن استنصره نصرَه وأيّده ووقف بمعيته يُنكّل بأعداء الله يرميهم ويقتلهم ويشرّد بهم وينصر القومَ المؤمنين، وإن كانوا قلةً في مواجهة أعتى جيوش البشرية، فالغلبةُ لهم بإذن اللهِ القاهرِ، ومن استمسك بخطِّ اللهِ وسار على هداه واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصامَ لها، فلا ذل ولا خوف يداهمه ولا خزي يناله ولا هزيمة تلحق به، فهو ذلك المنتصرُ بالله، السابقُ في الخيرات الآمرُ بالمعروف والناهي عن المنكر والمبادرُ إلى بذل الروح والنفس والمال والأهل والولد في سبيل الله؛ إعلاءً لكلمته ونصرةً لدينه وعباده المستضعفين.
وإن حُشِرَ المنافقون والأعداءُ إلى الميادين سُدَى وكثّـفوا غاراتِ حقدِهم ومكرِهم وأسرفوا بالقتل والتدمير، فنحنُ بالله أقوى وجمعُهم بالشيطان أضعفُ وسوف يبورُ، وقد كلّفنا اللهُ بقتالهم ما داموا معتدين وظلمة، ولن نتردّدَ بإلحاق الضرر بهم في كُـلِّ مفاصل الحياة..
وإن واجهتنا المخاطرُ فنحنُ من نسابقها لنكونَ أشدّ خطراً ما دامت نوايا الأشرار مداهمةً لنا، والعبث بمقدراتنا ونَهب ثرواتنا واستغلال خيراتنا والتحكم بقرارنا، ومهما كانت التحدياتُ فوربِّ السماء والأرض أنه حقٌّ على الله أَن ينصر رسلَه والذين آمنوا، وكان حقًّا على الله أن ينصرَ المؤمنين، ونحنُ نثق بالله وبوعده أننا لن نستسلمَ وسنقاتلهم جيلاً بعد جيل حتى يرثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها، ننتصرُ أَو نموتُ واللهُ على ما نقول وكيلٌ.