أُسرةُ بدر الدين الحوثي الطليعة الصادقة
خــولة العُفيري
مصابيحُ مضيئةٌ في الأرض ونجومٌ منيرةٌ في عليائها، شموعٌ مُتقدة تشقُّ بنورها سواداً دامساً.
بدرٌ تربّع قلبَ السماء، كبير هذه الأسرة بدر الدين والعظماء من أبنائه، كوكبةٌ ممن قضوا نحبَهم وما بدّلوا تبديلاً.
فهم نجومٌ وهاجةٌ حولَ هذا البدرِ يشعون الأنوار في غياهب الظُّلمات، وهم من أيقظ عالماً يغرقُ في السبات، أوفياء عُظماء أتقياء فيهم تجلّت واكتملت أعظمُ الصفات، فكانوا السابقين إلى فعلِ الخيرات والمتقدّمين أوائلَ الصفوف (القادةُ في مُقدِّمة الجبهات).
لا ريبَ في أمر أسرةٍ كانت من صفوة الأتقياء ومن ثلّة المؤمنين ومن خيرة الأُسر الكريمة الطاهرة والمجاهدة الثائرة، التي ضحّت بنفسها لتشقَّ طريقَ النجاة، وسارت بالمسيرة القرآنية حتّى وصل الهدى والبلاغُ إلى الفئات المنتظرة لزاد الهدى والإيمان والتُقى والتقوى.
أسرةٌ كباقي الأُسر اليمنية المجاهدة، مثّلت الصدقَ في أفرادِها وصدقت مع اللهِ وجاهدت بالمالِ والنفسِ حتّى تجسّدت آياتُ الصدق عملاً يعملون به، وقبل اللهُ القربانَ منهم، وكانوا من الطليعةِ الصادقةِ في هذا العصر، الذي ينطبقُ عليهم وفيهم قولُ اللهِ تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، فهم خيرُ من جاهدوا وصدقوا وقبل اللهُ منهم البيعةَ.
فمن هذه الأسرة من قضى نحبَه وقدّم نفسَه قرباناً لله ولنصرة دينه والمستضعفين في هذه الأرض لإعلاء كلمة الحقِّ، ومنهم من ينتظرُ في نفس القطار الذي رحل بالأولين منهم ولم يبدّلوا تبديلاً، لم ينجروا إلى متاهات هذه الدنيا، ولم تغرّهم أمورها ولم تزدهم نكباتها إلا ثباتاً وقوةً وصلابةً وتمسّكاً بالموقف والقضية والدين.
فقائدُ مسيرتنا شهيدٌ، وشقيقُه يصعد شهيداً، ونساءُ هذا الخطِّ الجهادي ارتقين شهيدات، ومن أولادِهم صغيرهم وكبيرهم.
تجسّدت لنا مظلوميةُ آل محمد في مظلومية آل الحوثي وصبرهم الذي لا مثيلَ له وجهادهم الذي لا نظيرَ له، فهم من سقوا هذه الأرضَ بدمائهم فباتت خصبةً عزيزةً لا تقبلُ الوصايةَ، بعد أن كانت قاحلةً، فهنيئاً لهذه الأرض بتواجدكم عليها، وهنيئاً لأمَّةٍ أنتم الأعلامُ فيها.