خروجُ صنعاء من العُزلة السياسيّة يثيرُ مخاوفَ العدوان وأتباعه
لماذا يهاجم “التحالف” لقاءات ونشاطات سفير اليمن في إيران؟
المسيرة | خاص
بدءاً بتعيينه سفيراً لليمن لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي مثّل خطوةً هامةً في كسر العزلة السياسيّة المفروضة على صنعاء من قبل تحالف العدوان، ومروراً بلقاءاته المتواصلة بسفراء ومسؤولي العديد من دول العالم في طهران، بات السفيرُ اليمنيُّ في إيران، إبراهيم محمد الديلمي، يُمثّل حلقةَ وصل سياسيّة هامة بين صنعاء وبين العالم، وأثبتت نشاطاتُه خلال الفترة القليلة الماضية منذُ تعيينه، أثراً هاماً في مجال فتح منافذ التواصل الدولية التي أغلقها العدوُّ عن صنعاء، وظهر ذلك الأثرُ في الاستياء الكبير الذي أبداه العدوانُ إزاء لقاءات السفير الديلمي، التي يجريها في طهران مع الكثير من المسؤولين والسفراء الأجانب، مع أن تلك اللقاءات لا زالت محدودةً.
منذُ تقديم أوراق اعتماده لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في بداية سبتمبر الفائت، عقد السفير الديلمي عدة لقاءات كان في مقدّمتها لقاءٌ مع سفراء أمريكا اللاتينية، وآخرها لقاء مع السفير السويدي لدى طهران، وبالرغم من أنها تعتبر لقاءاتٍ محدودةً مع ممثلي دول غير خاضعة للنفوذ الأمريكي، إلّا أنها مثّلت اختراقاً كَبيراً لجدار العزلة السياسيّة الذي حرص العدوانُ على أن يحاصرَ به صنعاء بشكل كامل منذُ بدء الحرب.
هذا الاختراقُ كان له أثرٌ كبيرٌ في فتح حلقة وصل رسمية لم تكن موجودةً بين صنعاء ودول العالم، وهو ما يعني بدء التعامل العالمي مع صنعاء كسلطة شرعية مستقلة القرار، إلى جانبِ إيصال وجهة نظر صنعاء حول الحرب والسلام إلى الفضاء الدولي وهو ما كان محظوراً من قبل.
وظهر هذا الأثرُ بشكل أوضحَ من خلال ردود أفعال تحالف العدوان حول نشاطات السفير الديلمي، والتي أظهرت غضباً وخوفاً كبيرين من انفتاح العالمِ على التواصل مع صنعاء، وكان من آخِرِ ردود الفعل هذه، إيعازُ تحالف العدوان لحكومة المرتزِقة عبر وزير إعلامها، المرتزِق معمر الإرياني، للتصريح بأنَّ لقاءَ سفير سويسرا مع الديلمي “يخالف الأعرافَ السياسيّة”، وهو كلامٌ لا معنى له سوى الذعر من انكسار العزلة السياسيّة التي كانت مفروضةً على صنعاء.
ليس ذلك فحسب، بل أوعز تحالفُ العدوان أيضاً، في نوفمبر الفائت، إلى “الجامعة العربية” عبر أمينها العام، أبو الغيط، لـ”إدانة” تسليم مقر السفارة اليمنية بطهران للسفير الديلمي وفريقه، كما لو أنه يريدُ أن يفرضَ على إيران ما تفعله وما لا تفعله، وهو ردُّ فعل ناجمٌ أيضاً عن إدراك تحالف العدوان لفشل مساعي الحصار السياسيّ على سلطة صنعاء، كما كان حال رد فعله إزاء تسليم أوراق اعتماد السفير الديلمي لوزير الخارجية الإيراني.
مواقفُ تحالف العدوان وأتباعِه من نشاطات السفير الديلمي في إيران، كشفت أن أبسطَ انفتاح للعلاقات الدولية مع صنعاء يحشر العدوانَ في زاوية ضيقة، ويجعله فاقداً للحيلة، وهو الذي عكف لسنوات على عزل صنعاء عن العالم، لا سيما وأن حكومةَ المرتزِقة التي قدّمها “التحالفُ” للعالم كممثل “شرعي” عن اليمن باتت هي الأكثر عزلة، وباتت المواقفُ الدولية واضحةً في أنها لا تمتلك الأهلية لتكون سلطةً حاكمةً، وهكذا فإن العدوانَ عندما يهاجم نشاطات ولقاءات الديلمي يُعبّر عن فشله السياسيّ الذريع، ويقرُّ بإنجاز كبير لصنعاء، في إثبات أهليتها وشرعيتها على المستوى الدولي كما أثبتتها على المستوى المحلي.