الحدُّ من الحوادث المرورية.. مهمةٌ صعبةٌ ومعقّدةٌ ولكنها ليست مستحيلةً (3)
محمد عبدالمؤمن الشامي
تُعتبر السلامةُ المروريةُ مطلباً هامًّا ورئيساً للحفاظِ على أرواح مستخدمي الطريق والتخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناتجة عنها، ومن هنا ينبغي أن نوضحَ أن الراكبَ سببٌ من أسباب وقوع الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها الكثيرُ من الناس في بلادنا، فالراكبُ هو الشخصُ الموجودُ على السيارة ولا يقودُها، وللراكبِ دورٌ مـهـمٌّ في الوقايةِ من الحوادث أَو حدوثها، وقد عرّف قانونُ المرور اليمني الراكبَ في المادة (2) بأنه “كُـلُّ شخص يوجد بالسيارة أَو عليها خلاف السائق”، وَيُعدُّ الراكبُ عنصراً بشرياً من العناصر المسبّبة لحادث المرور، ولعل أهمَّ الأسبابِ هي الراكب الذي يضع يده أَو يعبث بالمرايات الخاصّةً بالسيارة، ما يعوق القائد عن رؤية السيارات الآتية من الخلف، وَالراكب الذي يتحدّث مع السائق والراكب الذي يتشاجر مع السائق لأيِّ سببٍ، مثل الاختلاف على الأُجرة، أَو مكان الوصول، فإنه بدلك قد يؤدي لحادث المرور، والراكب الذي يقومُ بالقفز من السيارة أثناء سيرها، دون الالتزام بتوقّف السيارة بالمكان المخصص لذلك وركوب عدد أكثر من المطلوب، والذي يتسبّب في وقوعِ خللٍ في المركبة، ما يؤدي إلى حادثٍ مروريٍّ..
أمّا حوادثُ المشاة فهي تُعدُّ من أخطرِ أنواع الحوادث المرورية في بلادِنا على الإطلاق، إذ أنها تقعُ بين المركبات وبين المشاة مستخدمي الطريق، وبالتالي فإن هؤلاء المشاةَ هم الحلقةُ الأضعفُ في هذا الحادث، إذ أنهم يتلقّون صدمةَ المركبات بأجسامهم دون وجود أية وسيلة تقيهم قوة هذه الصدمة، وقد عرّف قانونُ المرور اليمني المشاةَ في المادة (2) بأنهم “الأشخاص الذين يسيرون على أقدامِهم، ويعتبر في حكم المشاة الأشخاص الذين يدفعون أَو يجرون دراجة أَو عربة أطفال أَو عربة مريض أَو عربة يد ذات عجلة واحدة أَو أكثر”.
ومن الأخطاءِ التي تجعل المشاةَ كسببٍ في وقوع الحوادث، هي عدمُ استخدام أماكن عبور المشاة، وعدم الالتزام بالسير على أرصفة الطريق، وعدم التقيّد بالإشارة الضوئية الخاصّةً بالمشاة، والتجمهر حول الحادث المروري، فهؤلاء لا يمتلكون ثقافةَ السير في الشارع المليء بالمركبات على اختلاف أنواعِها، إذ يعبرون الشارعَ متى ما أرادوا ذلك ومن أيِّ موقعٍ فيه دون الالتفات إلى أماكنِ السلامة في العبور، فهم يغتنمون فرصةَ توقّفٍ أَو قلة المركبات على الشارعِ والتي تُعدُّ لديهم مؤشراً كافياً للعبور، ناهيك عن أنّه لا توجد في بلادنا اليمن إشاراتٌ لعبور المشاة.