48 ساعة ساخنة في عدن: اشتباكات واعتقال مسؤول “أمني” بسلطة الفارّ هادي وإصابة آخرَ
في إطار الصراع المتجدّد بين مليشيا “الانتقالي” وحكومة المرتزقة:
المسيرة | خاص
تواصل تصاعد الفوضى في محافظة عدن المحتلّة توازياً مع تصاعدِ التوتّر والصراع بين فصائل مرتزِقة العدوان، حيث شهدت المحافظةُ خلال اليومين الماضيين، سلسلةً من الأحداث كان من ضمنها اشتباكاتٌ عنيفة واعتقالات ومحاولات اغتيالات بين المرتزِقة، فيما تزايدت الأعمالُ والممارسات العنصرية في إطار ارتفاع حدة الصراعات الداخلية ضمن مشروع التفتيت والتقسيم الذي يرعاه تحالفُ العدوان.
مصادرُ محلية أفادت بأن اشتباكاتٍ عنيفةً دارت بين فصائل مرتزِقة العدوان، قبل يومين، في “كريتر”، خلف مستشفى عدن الحكومي، وذلك في إطار الصراع المتجدّد الذي تشهده المحافظةُ، ومختلف المحافظات الجنوبية، بين مليشيات “المجلس الانتقالي” التابع للاحتلال، وقوات حكومة المرتزِقة، حيث كانت عدن قد شهدت عدة معارك بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، ولا زال التوترُ ماضياً في التصاعد.
من جانبٍ آخرَ، وفي إطار الصراع ذاته، قامت مليشياتُ “الانتقالي”، أمس الأول، باعتقال مسؤول بارز في سلطة الفارّ هادي بالمحافظة، حيث أوضحت مصادرُ محليةٌ أن قواتِ ما يُسمّى “الحزام الأمني” التابعة للمليشيات، اعتقلت مديرَ إدارة الميزانية بوزارة الداخلية التابعة لحكومة الفارّ هادي، العقيد المرتزِق نايف الحميدي، وذلك أثناءَ قيامِه بمعاملة صرف مرتبات منتسبي “الوزارة” من البنك المركزي في عدن.
وكانت رواتبُ “داخلية” الفارّ هادي قد دخلت حلبةَ الصراع خلال الفترة الأخيرة، كسلاحٍ استخدمته مليشيا “الانتقالي”، حيث قامت بتهديد مصرف الكريمي لمنع صرف تلك الرواتب، في إطار الصراع القائم بين المليشيا وحكومة المرتزِقة.
إلى ذلك، وضمن موجة الاغتيالات التي تتجدّد في المحافظة مع تجدّدِ الصراع بين المرتزِقة، أُصيب قياديٌّ “أمنيٌّ” في شرطة المرتزِقة، بجراح جرّاء محاولة اغتيال استهدفته، أمس الأول.
وأفاد مصدرٌ محليٌّ بأن القياديَّ المستهدفَ كان رئيسَ ما يُسمّى “قسم البحث الجنائي” بشرطة القاهرة، التابعة لسلطة المرتزِقة، سقاف زين، حيث تعرّض لإطلاق نار من قبل مسلحين كانوا على متن دراجة نارية، وأوضح المصدرُ أن الإصابةَ وصفت بالخطرة.
وكانت عدن قد شهدت تصاعداً ملفتاً في عمليات الاغتيالات والتصفيات خلال الأسابيع الأخيرة، وشملت تلك العمليات شخصيات من أطراف فصائل المرتزِقة المتناحرة، في إطارِ الصراع المتجدّد بينها، كما شملت تلك العمليات أَيْـضاً مواطنين ومدنيين في إطار الفوضى والانفلات الأمني.
ودخل الصراعُ بين المرتزِقة منحنىً عنصرياً، نهايةَ الأسبوع الفائت، عندما قامت مليشياتُ “الانتقالي” في عدن باحتجاز عشرات السيارات والشاحنات التابعة لأشخاص من أبناء محافظة شبوة، حيث تشهد الأخيرةُ توتراً متواصلاً ومواجهات متكرّرة بين مرتزِقة “الإصلاح” و”الانتقالي”، وكان الإصلاحُ قد أرسل خلال الفترة الماضية تعزيزاتٍ عسكريّة كبيرة من مأرب إلى شبوة، لإدخالها إلى عدن.
ولا تقتصر التصرفاتُ العنصريةُ التي تمارسها مليشياتُ “الانتقالي” في عدن على ذلك، بل كانت قد تجدّدت خلال الأسابيع الأخيرة ضد مختلف أبناء المحافظات الشمالية وخَاصَّة أبناءَ “الحديدة”، وكانت صحيفةٌ تابعةٌ للمليشيات بتمويل إماراتي قد اتهمت “النازحين” الساكنين في عدن، بأنهم “خطرٌ على المدنية” في تحريضٍ واضحٍ على تصعيد الممارسات العنصرية.