نظامُ الرياض واختبارُ الفرصة الأخيرة.. هل سينجحُ أم سيسقطُ؟!

 

منير إسماعيل الشامي

كانت عمليةُ التاسع من رمضان هي بداية التحذير للنظام السعودي، وهو ما ورد على لسان قائد الثورة -يحفظه اللهُ ويرعاه- بدعوته للنظام السعودي إلى أخذ العظة والعبرة من نتائج تلك العملية التي استهدفت بها طائراتنا المسيّرة مضختي نفطٍ في منطقتي الدوادمي وعفيف الواقعتين شرق الرياض.

النظامُ السعوديُّ المغرور تجاهل تحذيرَ قائد الثورة ودعوته له إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق، وحاول تكذيبَ العملية إلّا أن قناةَ الجزيرة فضحت تعتيمه فلجأ إلى التقليلِ من نتائجها وآثارها بعد المشاهد التي عرضتها قناةُ الجزيرة وأظهرت تسرّبَ النفط على مساحة كم2 في ثالث يوم من تنفيذ العملية، وتوقف الضخ في الأنبوب النفطي المستهدف الواصل إلى ميناء ينبع لتصدير النفط.

استمرارُ نظام الرياض بالمكابرة واللامبالاة مع استمرار عدوانه، كان السببَ ليتلقى الضربة الثانية بعملية حقل الشيبة، إلّا أنه ابتلع الأنّات رغم قساوة الألم، وكتم الصراخ رغم عظمة الوجع وضخامة الخسارة التي تسبّبت بها العملية، وكعادته ظلَّ مُصرًّا على التجاهل والتحقير لنتائج العملية، وإلى هذه اللحظة لم ينفِ أن الطائراتِ التي نفّذت العمليةَ هذه يمنية بل أكّـد ذلك، إلّا أنه لم يُكلّف نفسه حتى في مجرّد التفكير في تنامي الخطر الذي يهدد منشآته ويتضاعف يوماً عن يوم، كما إنه تغابى عن رسالةِ السلام من قائد الثورة في هذه العملية والعملية السابقة لها، وظل هائجاً كثَوْرٍ مثخنٍ بالجراح في حلبة الصراع يحاول أن يظهرَ أمام المتفرجين قوياً وقد خارت قواه، وأوشك على الموت.

ولذلك قرّرت قيادتُنا الحكيمةُ إرسالَ رسالة أقوى من الرسالتين السابقتين لنظام الرياض الأحمق برسالة ثالثة أشد قوة، وأعظم آثاراً، وأوسع كارثة، لعله يفيق من غروره ويتفاعل مع الواقع الحقيقي الذي يتهرّب منه، فكانت عمليةُ الرابع عشر من سبتمبر هي الإنذار الثالث، وكان من المفترض أن يتحلّى نظامُ الرياض بعد هذه العملية بالحكمة ويعود إلى الصواب ويُدرك أنه في ظلِّ تماديه ومكابرته يسيرُ في اتّجاه اللاعودة، ولكن للأسف زاد بعدَها غروراً واستكباراً وقد قصمت ظهرَه وأصابته في مقتل، فلم يتكتم على هذه العملية كسابقتها، بل أعلنها قبل أن يُعلنَ عنها الناطقُ الرسمي لوزارة الدفاع العميد سريع، إلّا أنه زاد تهرّباً من الاعتراف بالحقيقة، ونفوراً من الإقرار بالواقع، فنسب العمليةَ إلى غير أهلها بلا بينة ولا دليل، وهو ما دفع الناطق الرسمي العميد سريع إلى الإدلاء ببيان صحفي مفصّل عن عملية بقيق وخريص، موضحاً نوعَ الطائرات المسيّرة، وأنه تمَّ إطلاقُها من ثلاثة مواقع مختلفة طبقاً لمدى كُـلِّ نوع منها، وكاشفاً عن دخول طراز جديد من الطيران المسيّر هو الطائرات المسيّرة بمحركات نفاثة.

لم يستوعب نظامُ الرياض الرسالةَ الثالثة، ولا اتعظ من عملية “نصر من الله”، وظل مصرًّا على التجاهل وفي حالة الغفلة المصطنعة، الأمر الذي دفع قيادتنا إلى إكمال الحجة عليه أمام العالم بإعلان فخامة الرئيس مهدي المشّاط، مبادرةً أحاديةَ الجانب طرحتها قيادتُنا أمام نظام الرياض كعرضٍ مغرٍ وفرصة ثمينة له؛ للخروج من ورطته بماء الوجه، وتضمنت تلك المبادرة قرارَ قيادتنا بوقف كُـلِّ عمليات الطيران المسيّر والقوة الصاروخية على الأهداف السعودية، بشرط إيقاف نظام الرياض عملياته الجوية على كافة الأراضي اليمنية، والتزمت قيادتنا بقرارِ وقف العمليات العسكرية من لحظة إعلان المبادرة، وما زالت حتى الآن وقد مرّت ثلاثةُ أشهر عليها، أملاً منها في تجاوبِ نظام الرياض مع هذه المبادرة بإعلان موافقته الرسمية عليها، إلّا أنه اتبع أسلوبَ المراوغة ولم يتجاوب معها حتى الآن، ولم يوقف عملياته العسكرية على اليمن طوالَ هذه الفترة الطويلة.

اليومَ على نظامِ الرياض أن يدركَ أن المبادرةَ في اللحظات الأخيرة، وأنه إن لم يستغلها ويظهر التحَرّك الجدي في تعامله معها رسمياً، فإن قيادتنا ستعلن سحبها في أية لحظة، فقد أكملت الحجة عليه وَإذَا حدث ذلك فنظام الرياض هو الخاسرُ الأكبر؛ لأَنَّ ما بعد المبادرة لن يكون كما قبلها، بل سيكون كارثياً على المعتدين وقاضياً عليهم، وَتحذير قائد الثورة في خطابه بذكرى المولد النبوي الشريف، وما تلاه من تحذيرات على لسان فخامة الرئيس المشّاط، ووزير الدفاع والناطق الرسمي، الدليل الوافي والكافي على ذلك، وعلى نظامِ الرياض أن يدركَ أن قيادتنا ستفتح له أبوابَ جهنم السبعة، وَإذَا فتحت هذه الأبوابَ فلن تُغلقَ حتى يسقط هذا النظامُ بكامله ويصل إلى قعر الجحيم، فحقُّ الرد مكفول وحقُّ الدفاع مشروع، وهو ما يجب أن يدركَه آل سعود وعليهم أن يعلموا أن جحودَهم باليد الطاهرة الممدودة لهم بالسلام طوال الخمسة أعوام، سيكون وباله عليهم عظيماً وأليماً، وأنهم بتفويتهم الفرصة الأخيرة إنما يرسمون نهايتهم الحتمية بأيديهم، وأن ما اعتدوا به علينا خلال خمسة أعوام سيرد عليهم في أيام، فمن اعتدى علينا سنعتدي عليه بمثل ما اعتدى علينا، وسيرى الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون، والعاقبةُ للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com