الهُوية الإيمانية اليمانية.. دينٌ وثقافةٌ وانتماء
مطهر يـحيى شرف الدين
الهُوية الإيمَانية اليمانيّة هي إثبات الذات الطاهرة الصادقة التي صدّقت برسالة نبينا صلوات الله عليه وآله وانتصرت للمبادئ الإسلامية، وهي تحقيقٌ للوجود الراسخ في الدين الحنيف وَالمتجذر في أعماق هذا الوطن، الهُوية هي السلوك السامي وهي الممارسة الإيجابية الصادرة عن المجتمع الفاضل المعبَّرة عن الفطرة السليمة التي تنبذ المذموم وتقبل المحمود وهي الأصالة بصفائها وعراقتها.
الهُوية الإيمَانية يتجلَّى مضمونها في الثقافة اليمنية التي خدمت الدين الإسلامي ورفضت التبعية العمياء للغرب ووظَّفت أدواتها لتُنير الطريق الصحيح أمام البشرية جمعاء لتدرك معنى الهُوية الإيمَانية الحقيقية المتمسكة بالدين والمرتبطة بالقيم المنتمية للأرض المحبّة للوطن المنتصرة لقضايا الأُمَّــة الإسلامية.
فعندما تسمع الشعر اليمني الشعبي والتقليدي بما يحتويه من عبارات قوية وألفاظ جزلة ومعانٍ عميقة تعكس الثوابت الدينية والوطنية والأخلاقية التي تخلو منها معاني الانهزامية وليس فيها ضعفٌ أَو هوان فتختفي منها مظاهر الذل والانكسار فتلك هُـوية إيمَانية يمانية.
وعندما تسمع عن التسامح والحِلم الذي يتصف به الأسرى المحرّرين تتذكر الآيات الكريمات التي دائماً ما تتحدث عن العفو والصفح والصبر فيوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وكما يقال أَيْـضاً: الصبر نصف الإيمَان فتلك هُـوية يمانية إيمَانية.
عندما تشاهد المجتمع اليمني يبذل ويعطي ويُكرم ويُساعد ويضحي ويتعاهد بعضه البعض بالحُسنى وباليُمنى فتلك عادات وتقاليد وأعراف تمثُّل ثقافة المجتمع اليمني الإيمَانية، وعندما تسمع من أحد المرجفين الظالمين لأنفسهم ولأهليهم ولوطنهم يسخر من القوةٍ اليمنية العسكريّةٍ والشعبيّة الجبارة التي هزت أركان نجد وزلزلت دعائم آل سعود وَأذهلت العالم فترد عليه وتوقفه عند حده وتفضح عمالته أمام الملأ فتلك هي الحمية والنزعة المحمودة وتلك هي الهُـوية الإيمَانية اليمانية.
عندما نتولى الله ونتأسى برسول الله ونقتدي به ونمتثل أوامر الله ونعمل بكتابه ونناهض أعداء الله من المستكبرين والظالمين فهذه هُـوية إيمَانية يمانية.
وعندما ترى المَشاهد البطولية الجهادية فتتأثر وتسمع عنها فتفخر وتُحدث من حولك بالروح القتالية وبالبأس اليماني الذي يفتك بالطغاة وأدواتهم ويمرغ أنوفهم في وحل الارتزاق.
وحين تقرأ وتُدرك معنى عدالة القضية فتهتم وتترجم كُـلّ ذلك إلى مساهمةٍ بمال أَو مشاركةٍ بصوتٍ حر فتحدث نفسك بجهادٍ في سبيل نصرة الحق وفي سبيل نصرة المستضعفين والمظلومين والمقهورين فتلك هُـويةٌ إيمَانية يمانية.
عندما تشاهد ذلك الموقف البطولي الفريد للمجاهد اليمني الذي يقف شامخاً شاهراً بندقيته أمام المجنزرات والمدرعات الأمريكية بروحٍ جهادية وقوةٍ وصلابة وبأسٍ شديدٍ ورباطة جأش واثقاً ومعتمداً ومتوكلاً على الله ولسان حاله يقول: هذا وطني سأذود عنه وهذا ديني سأدافع عنه وهذه أرضي سأتمسك بها وهذا موقفي لن أتخلى عنه فهذه هي الهُـوية اليمانية الإيمَانية.
وعندما تشاهد الأنفة والشموخ والكبرياء يعلو وجوه من يرقصون على الزوامل، معبرين عن عزيمتهم وقوة إرادتهم وحِدِّة بصيرتهم وَفزعتهم ورجولتهم وكأن مثار النقع فوق رؤوسهم وسلاحهم التقليدي شراراتٌ مدمرة تتوعد أعداء الله ورسوله وتتربص بهم وتقذف الرعب في قلوبهم، فتلك هُـوية يمانية إيمَانية.
وحفظ الله السيد القائد عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه حين قال في خطاب “الإيمَان يمان” في لقاءٍ مع العلماء والمسؤولين:
وكأن هذا الشعب منبعٌ يتدفق منه الإيمَان وكأنه بيئة ينبت وينمو فيها الإيمَان وهذا شرفٌ كبير؛ لأَنَّ الإيمَان هو الانتماء الراقي والعظيم للبشرية الذي يمثّل صلة بينها وبين الله سبحانه وهو أعظم شرف بين كُـلّ الانتماءات وبين كُـلّ الموروثات في المجتمع البشري.
وقال: “نجد أن الهُـوية الأصلية لشعبنا اليمني لها أبلغ الأثر ولها أكبر التأثير في مواجهة التحديات وهُـويتنا تفرض علينا أَن نكونَ أعزاء وأَن نكونَ عبيداً لله تعالى فقط”.