“بدر P-1” البالستي يضرب في نجران: السكوتُ عن الجرائم ليس ضمن بنود “المبادرة”
تحذيراتُ قائد الثورة تعودُ إلى الواجهة:
القوات المسلحة تثأر لضحايا سوق “الرقو” بمقتلة كبرى في صفوف الضباط والجنود السعوديّين
المسيرة | خاص
في أولِ ضربة عسكريّة معلنة تطال العمقَ السعوديَّ منذُ إعلان مبادرة الرئيس المشّاط في الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، أطلقت القوةُ الصاروخيةُ، أمس الجمعة، صاروخاً بالستياً نوعَ “بدر P-1” على معسكرٍ للجيش السعوديّ في نجران، مَـا أَدَّى إلى مقتل وإصابة العشرات من الضباط والجنود السعوديّين.. ضربةٌ أعلنت القواتُ المسلحةُ أنها تأتي ردًّا على الجريمة التي ارتكبها تحالفُ العدوان بحقِّ المواطنين في سوق “الرقو” بصعدةَ قبلَ أيام؛ لتُرسِلَ بذلك رسالةً عسكريّةً وسياسيّةً واضحةً مفادُها أن المبادرةَ الرئاسيةَ لا تعني الصمتَ إزاء الجرائم، وأن استمرارَ هذه الجرائم سيؤدي بالمقابل إلى تصاعد الردود اليمنية العسكريّة، وهو ما أكّـدته مصادرُ عسكريّة وسياسيّة لصحيفة “المسيرة”.
الناطقُ الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أوضح أن الصاروخَ البالستي استهدف معسكرَ قيادة “اللواء التاسع عشر حرس حدود وطني” التابع للجيش السعوديّ والواقع في منطقة بئر عسكر بنجران.
وأكّـد سريع أن “الإصابةَ كانت دقيقةً، وأدّت إلى سقوط العشرات من عناصر الجيش السعوديّ قتلى وجرحى، بينهم ضباط”.
وتُعتبر هذه أول ضربة عسكريّة معلنة تطال العمقَ السعوديّ منذُ إعلان الرئيس مهدي المشّاط عن مبادرته لوقف العمليات العسكريّة ضد السعوديّة مقابل وقف عمليات العدوان، في الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، حيث لم يحقّق العدوُّ السعوديّ شرطَ تلك المبادرة، بل استمرَّ بارتكاب الجرائم بحقِّ اليمنيين، وهو ما أكّـده تصريح العميد يحيى سريع، الذي أشار إلى أن هذه الضربةَ تأتي “في إطار الرد المشروع والطبيعي على جرائم النظام السعوديّ والتي كان آخرَها جريمةُ سوق الرقو بمحافظة صعدة”.
وكان سريع قد أكّـد، الأربعاء الفائت، أن تلك الجريمةَ التي راح ضحيتها أكثرُ من 38 شهيداً وجريحاً من المدنيين، “لن تمرَّ مرورَ الكرام”، وأن “العقابَ سيكون مؤلماً وموجعاً للعدو السعوديّ، فدماءُ شعبنا ليست رخيصة أَو مستباحة”.
هذا الإنذار والوعيد تمت ترجمته سريعاً من خلال ضربة، أمس، التي أكّـد مصدر عسكريّ لصحيفة المسيرة، أنها أحدثت مقتلةً كبرى في صفوف جيش العدوّ السعوديّ واستهدفت تجمعات كبيرة للضباط والجنود السعوديّين بعد عملية رصد دقيقة لتحَرّكاتهم.
ومن خلال ما بلورته من رد سريع على جريمة سوق الرقو، فإن هذه الضربةَ قد أرسلت رسالةً واضحةً للعدو السعوديّ بأن الصمتَ على الجرائم والمجازر ليس وارداً ضمن أية مبادرات للسلام، بل على العكس، إنما جاءت مبادرةُ الرئيس المشّاط؛ من أجلِ وقف تلك الجرائم، ومن موقع قوة أدركه العدوُّ السعوديّ جيَدًا بعد ضربة “بقيق” و”خريص”.
وفي هذا السياق، أكّـدت مصادرُ سياسيّة وعسكريّة لصحيفة المسيرة، أن الردَّ على جرائم النظام السعوديّ بحقِّ اليمنيين لن يغيبَ عن المشهد؛ بسبَبِ “المبادرة”، بل إن كُـلَّ جريمة يرتكبها العدوُّ السعوديّ ستقابل برد مناسب، وَإذَا تصاعدت الجرائمُ واستمرت ستتصاعد الردودُ بالمقابل.
هنا أَيْـضاً تعود إلى المشهد مجدّداً تحذيراتُ قائد الثورة السيّد عَبدالملك بدر الدين الحوثي، في بيانه بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، حيث أكّـد بوضوح أنه “مع استمرار القصف والحصار والعدوان فإن الضرباتِ الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبرَ تأثيرًا ستصلُ إلى عمق مناطق العدوان وإلى أهم منشآته الاقتصادية والنفطية والحيوية، ولا خطوطَ حمراء في هذا السياق”.
ووفقاً لذلك، فإن ضربةَ “بدر” البالستية التي نفّذت، أمس، كانت بمثابة تكريس شديدِ اللهجة لشروط المبادرة، وإعادة إجبارية للنظام السعوديّ إلى المواجهة المباشرة مع هذه الشروط، وإلى ضرورة اتّخاذ موقف واضح منها بعيداً عن المراوغات ومحاولات كسب الوقت، فبعد تنفيذ هذه الضربة والإعلان عنها، أصبح من الواضح أن مسألةَ الردِّ على الجرائم لن تكون محلَّ مساومة أَو مراوغة.