طرفان في الحرب ونمطان في الأخلاق
د. أحمد الصعدي
تمايَــزَ طرفا الحرب تمايزاً شديداً وجلياً منذ الغارة الغادرة الأولى في الساعات الأولى ليوم 26/ مارس/ 2015 إلى ساعتنا هذه. فالطرفُ الذي يشن حرباً عدوانيةً ويقفُ في واجهته الكيانُ السعوديّ لا يتورَّعُ عن استخدام أقسى وأحطِّ الوسائل والأساليب؛ ليبلُغَ غايتَه المتمثلة في قتل وتشريد اليمنيين وتفتيت دولتهم بينما.
في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من هذا الشهر، ارتكب العدوانُ مجزرةً دمويةً -وقد ارتكب مجازرَ أبشعَ منذ بدايته- في سوق الرقو بمديرية منبّه/ محافظة صعدة، راح ضحيتها 17 شهيداً، أغلبُهم من المهاجرين الأفارقة وعشرات الجرحى. والسوقُ موقعُ الجريمة معروفٌ، وقد قُصِفَ مراتٍ عديدةً مع أنه سوقٌ فحسب.
واليوم -الجمعة، 27/ ديسمبر- قصف جيشُنا ولجانُنا معسكراً سعوديًّا في نجران بصاروخ باليستي من طراز بدر P1، فقتل وجرح ضباطاً وجنوداً سعوديّين.
قصفُ معسكر ردٌّ على قصف سوق، واستهداف عسكريّين ردٌّ على استهداف مدنيين.. هكذا تمايز الطرفان في هذه الحرب التي بدأها ويواصِلُ تسعيرَها تحالفُ العدوان، وتمايز نمطان مِن الأخلاق، والفرقُ واضحٌ لأولي الألباب وذوي الأبصار.