العدوانُ وتغيُّـرُ موازين القوى
أحمد الحبيشي
قرارُ وقف استخدام العُملة الجديدة المزورة كان مفيداً لنا ومزعِجاً جِـدًّا للحكومة العميلة ومرتزِقتها.
ومن فوائده أَيْـضاً أنه أربك المحايدين الصامتين لمدة خمس سنوات، وأنطقهم كُفراً بعد أن صاموا دهراً.
نحن نواجهُ حرباً اقتصاديةً مسعورةً دفعت العدوّ إلى التصرُّف بحماقةٍ، من خلال الإقدام على طباعة أكثر من تريليون وخمسمِئة مليار ريال بدون غطاء.
يخطئُ من يعتقدُ أن الحكومةَ العميلة تتصرَّفُ بوعي اقتصادي، بعد أن أدركها العمى السياسيُّ، وعجزت عن تدويرِ الزوايا الضيّقة التي أوقعت نفسَها فيها.
ويخطئُ مَن يعتقدُ أَيْـضاً أن المجلسَ السياسيّ الأعلى وحكومةَ الإنقاذ يتصرفان بدون وعي.
شهدت اليمن طوالَ السنوات الخمس الماضية عدواناً همجياً استخدم فيه العدوُّ ترسانةً مهولةً من الطائرات الحديثة والصواريخ الذكية والدبّابات والمدرعات المتطورة والأموال القارونية والإعلام الكاذب، بينما كنا لا نملك شيئاً.
كانوا يقولون لنا: أنتم فقراء ومجانين، وليس بوسعكم مواجهة الحرب بوسائل بدائية.
واليوم يتوسّلون الموافقةَ على سُرعة وقف الحرب، بعد أن تغيّرت موازينُ القوى وأصبحنا نقصفُ مواقع َالقوة في العمق السعوديّ بصواريخَ باليستية متطورة وطائرات مسيّرة، ونخرج نصفَ صادرات السعوديّة من الجاهزية.
كيف حدث هذا؟
وكيف انقلبت الموازين؟
ليس السرُّ في حدوثِ ذلك هو الصمودَ والصبر على التضحية والإصرار على أن نواجهَ العدوانَ بكل السبل المتاحة فقط!!
ولكن السر يكمُنُ أَيْـضاً في أن العدوَّ لا يعرفُ أن لكل فعل ردَّ فعل، مساوياً له في القوة ومعاكساً في الاتّجاه!!
اليومَ يخوضُ العدوُّ ضدنا حرباً اقتصادية عمياءَ ومسعورةً، لكنه يكرّر خطأَه الاستراتيجي في الحرب العسكريّة.
إنه أعمى بلا حدود طالما أنه لا يعترفُ بأن لكل قوة حدوداً، ولكل فعل ردُّ فعل مساوٍ له في القوة.
نعم إن العدوّ أحمقُ في حربه الاقتصادية على بلادنا؛ لأَنَّه لم يدركْ بعدُ حدودَ قوته، وقدرتنا على صُنع المتغيرات.
احتفظوا بما يقولُه المحايدون الذين نطقوا في آخرِ المباراة، وسوف تكتشفون بعدَ وقت قصير أنهم عُملاءُ أغبياءٌ يتخبّطون في الوقت الضائع.
تحيةٌ لأبطال المقاومة الوطنية في الجبهات العسكريّة والاقتصادية والإعلامية.