دائماً يتم وضعُنا بين خيارَين صعبين
عبدالعزيز أبو طالب
في قضيةِ الدعوة للجهاد ضدَّ الصين ومقاطعة بضائعها، إما أن نفعلَ ذلك انتصاراً للإيغور، أَو أننا نقفُ مع الصين ونتخلّى عن شعبٍ مسلمٍ يُضطهد.
مَن يتذكّر فترةَ الثمانينيات يومَ كانت السعوديّةُ ودولُ الخليج تحشُدُ وتجنّدُ الشبابَ العربي والمسلم لقتال السوفييت الشيوعيين؛ لأَنَّهم ملحدون؛ ولأَنَّهم يقتلون إخوانَنا الأفغان… إلخ من المبرّرات.
سيجدُ الآن المشهدَ يتكرّرُ، فمصدرُ الدعوة هو نفسُ المصدر وهو الحلفُ السعوديّ الأمريكي، فسابقاً كان المستفيدُ من قتال السوفييت هم الأمريكان؛ وَلأَنَّهم أذكياء فقد دفعوا بنا لنقاتل بالنيابة عنهم، واليومَ أمريكا تريدُ وقفَ المارد الصيني العملاق الذي يُهدِّدُ اقتصادَ ومستقبلَ وهيمنة أمريكا، فلجأت إلى فبركة مقاطع الفيديو ونشرها بمساعدة وتمويل العرب (السعوديّة في الأَسَاس)، تدعو إلى مقاطعةِ البضائع وضرورة الوقوف في وجه الصين..
والمبرّرُ هو نفسُ المبرّر وهو الدفاعُ عن المسلمين.
والسؤالُ اليومَ، لماذا لم نسمعَ يوماً عن ضرورة الدفاع عن المسلمين في فلسطين؟ أَو اليمن؟ أَو الصومال؟ أو العراق؟
فقط يتم توجيهنا لقتالِ خصوم أمريكا.
وفي النهايةِ من يُقتل في هذه المعارك هو في سبيل أمريكا ولمصلحة أمريكا وليس في سبيل الله والدفاع عن المسلمين.
وللتذكير أَيْـضاً، ستتم معاملةُ العائدين من أيَّةِ معركةٍ ضد الصين كمعاملة العائدين من الجهاد في أفغانستان، وستتم تسميتهم بالمجاهدين الإيغور، وسيتم التخلّصُ منهم ومحاصرتُهم والزج بهم في السجون.
واللبيبُ مَنْ يعتبِرُ.