فلتذهبوا بورقكم هذه وليتلطف الشعبُ بنفسه
بلقيس علي السلطان
لم يعد يخفى على العقلاء والمتابعين لخطط تحالف العدوان، أعمالَهم الدنيئة التي باتت كروتاً محروقةً وواضحةً للعيان، ومنها كرتُ التلاعب بالأسعار وأقوات الناس عن طريق إغراق السوق بالعُملة الجديدة، وإدخال المواطنين في دوامة غلاء الأسعار وارتفاع سعر الصرف، وبالرغم من التحذير المستمرّ للمواطنين بعدم قبول هذه العُملة والتداول بها، إلّا أن البعضَ لم يعر هذا التحذيرَ أيَّ اهتمام، مما أَدَّى إلى تفاقم الوضع وزاد من جشع المطبعين لهذه العُملة في ضخِّ المزيد منها والتلاعب بالاقتصاد الذي يبقى ملاذهم الأخير للهروب من هزائمهم المتلاحقة في الجبهات وعلى جميع الأصعدة.
إن ما قام به البنكُ المركزيُّ بصنعاء من خطوة لتلافي الوضع الكارثي من ارتفاع الدولار مقابل الريال وبالتالي ارتفاع الأسعار، تُعدُّ خطوةً معقولة وحكيمة يجب على الجميع الوقوفُ معها ودعمها وخَاصَّةً من يمتلكون القدرَ الأكبر من هذه العُملة، والذين كان لهم الدور الكبير في انتشارها في أوساط المواطنين كالتجار والصرافين وغيرهم من العملاء الذين ساهموا في نشرها بقصد الوصول إلى مآرب أسيادهم في زيادة سعر الصرف وارتفاع الأسعار ووأد ما تبقّى من الاقتصاد وما تبقّى من المواطنين الذين لم تطلهم نيرانُ القصف والأوبئة المختلفة والحصار الخانق، وتبقى حجتهم في طبع العُملة هي مرتبات المواطنين، فلا نرى مرتبات قد سُلّمت ولا سلم الريال من هجماتهم وأعمالهم الشيطانية، وما نرى سوى بنايات يتطاولون بها في دولِ الخارج، واستثمارات لأرباب الخيانة والعمالة، يقابلها الدمارُ والخرابُ والجوعُ والمرضُ في هذا الوطن الجريح الذي طعنه من كانوا يسمون بأبنائه في ظهره دون مراعاة لما قدّمه لهم وتربيته لهم وهم صغار، فلما اشتد ساعدُهم شدّوا الوثاقَ؛ من أجل قتله بالتعاون مع أعدائه، فبئس المولى وبئس العشير.
فلتذهبوا بورقكم وبعمالتكم إلى الجحيم الذي سعرتموه يا أربابَ الخيانة والعمالة، وليتلطف هذا الشعب الأبي بنفسه وباقتصاده ويترك التعاملَ بهذه العُملة، ويُشعر العدوان بأن الشعبَ اليمنيَّ قد قرأ كُـلَّ أفكاره الحمقاء وستبوء محاولتهم هذه بالفشل كما باءت من قبلها وستبوء ما بعدها، فالوعيُّ والبصيرةُ سلاح لا يستهان به في وجه غبائهم وحماقاتهم، وبه سنواجهُهم بجانب أسلحة الردع التي ستعيدهم إلى جادة الصواب، وسيعلمُ الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.