الشهداءُ في نعيم الخلد سعداء
منى محمد
الشهداءُ يرحلون بصمت في مواكب السعادة، ومن مواكب السعادة يصعدون إلى السماء مغادرين متارسَ الشجاعة والبطولة إلى مساكنهم النعيم الأبدي حيث دار الخلد، فرحين بفوزهم العظيم ورزقهم الكريم سائلين اللهَ وحامدين له على نعمته العظمى.
قال تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم) صدق الله العظيم، يرحلون بصمت وتبقى ابتسامتهم في ناظري عيون أحبائهم وأهليهم ومن رافقوهم في الحياة، تلمع كالنجوم في السماء وجوه نقية ودودة كالورود الصافية، حين تضيء شمس الصباح إليها وهي تقطر الندى.
الشهداءُ عشاقُ الشهادة ليسوا عشاقَ الحياة أَو مراتب وغيرها من ملذات الحياة، لا بل قائلين وداعًا يا حياةَ الذل فهم أحفاد حيدر، متوجهين في الجهاد في سبيل الله في سبيل نصرة دينه وإعلاء كلمة الحق، سائرين على نهج الشهداء السابقين في رحاب الخلد تجارة رابحة مع الله..
رجال صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، عظماء كرماء أحياء مخلدون، حديث لا ينتهي عنهم وعن الشهيد وَالشهداء، نسعى لتعزيز الشهادة الكريمة والمقام العظيم الذي جعله اللهُ لأوليائه، والشهداءُ هم مدرسة نتعلّم من خلالهم الإيمان ومكارم قيم السلام والشجاعة والتضحية والعطاء في سبيل الله والثقة به، ذهبوا بسعادة وشجاعة إلى ميادين الجهاد ثبتوا بإخلاص وبعناية ربانية وعزيمة قرآنية؛ كي يدافعوا على من أرشدهم الله دفاعاً عن دينهم وأرضهم الشامخة، تاركين وصاياهم الإِيْمَانية في قلوب أهليهم وإخوانهم وزوجاتهم وأمهاتهم الصادقات، فقد قدمن فلذات أكبادهن في سبيل الله والوطن، فعندما يرحل الشهيدُ ويترك وصيته وبكلامه المخلص عن جهاده وعن فوزه بالشهادة، شهيد الإباء والوفاء.
الشهداءُ يوحدون وطناً بل أمة بأكملها وبدمائهم الطاهرة تولد الانتصارات كُـلَّ يوم وتزرع الصمود والثبات والقوة في عشاق الشهادة، ومنهم من ينتظر للكرامة.