أبعادٌ (طويلة المدى)
توفيق الحميري
ضمن أساليبِ السياسات الإعلامية الموجهة، اعلموا أنه عندما يتم تحريكُ موجة موجهة من الدعايات السوداء والحملات التشويهية والتخندق حول قضايا متعلقة بطرف محدّد، فهذا يعني أن هناك تحضيراً لاستحداث استهداف جديد لذلك الطرف..
وعلمياً يتم تحديدُ نوعية إسقاطات الدعايات السوداء والقضايا والأماكن، بناءً على الجوانب المعنية بالاستهداف سواءً بالتأثير الانتقائي أَو العام.
أي أنه يمكن اكتشافُ نوعية الاستهداف من خلال نوعية إسقاط الدعايات السوداء..
وعندما نشخص نوعيةَ موجة الدعايات السوداء وحملة التشوية الأخيرة، وأين تخندقت موجهاتها سنجدُ أنها تسعى لاستهداف الحاضنة الجماهيرية لأنصار الله والثقة بين الشعب والقيادة، وبناءً على نوعية هذا التموضع والاستهداف فهذا يعني عموماً أن هناك استهدافاً لأنصار الله كقوة شعبيّة مواجهة ومتصدية للعدوان، ولكن هذا ليس بجديدٍ!!..
فالعدوانُ الأمريكي السعودي لم يستثنِ أيَّ شكلٍ من الجرائم والاستهداف منذُ خمسة أعوام، واقترف كُـلَّ أشكال الجرائم وشتى أشكال الحملات الإعلامية المعادية أَيْـضاً قائمة بعناوينها المصاحبة لكلِّ الجرائم..
فما الجديدُ؟
الجديدُ هو طابع استهداف لديه بُعدٌ خطيرٌ جِـدًّا، ويُسمّى في أنماط التخطيط الإعلامي الحديث بمفهوم “التأثير الانتقائي”، ويمكن تصويرُه هنا من حيث ما يقوم به إعلامُ العدوّ حالياً بوضع جبهتنا الداخلية محل الاستهداف، ثم يقوم بانتقاء جزئي لعناصر ترابطها ويخص كُـلّ عنصر منها باستهداف معين ومنفرد.
وحين ننتقل من التفنيد لمضمون الاستهداف والمواجهات القائمة على خارطة الواقع، ثم أضفنا إليها التحديات المقدمين عليها، وقمنا بترتيب الأحداث وفق مؤشرات حركة البيئة الإعلامية المعادية ووفق مستجدات الأحداث المتزامنة مع متغيرات أحداث اليمن والمنطقة، سيتضح لنا الآتي:
إن الجديدَ في واقع المواجهة وخارطة الأحداث وفق متغيرات بيئة حركة الإعلام المعادي، يمكن قراءتها وعنونتها محلياً بأنها تزامنت وباستحداثاتها الأخيرة كلياً مع أهم حدث مستجد واقعي، وهو انتقالنا إلى التموضع المباشر للمواجهة العسكرية مع كيان العدوّ الصهيوني، وهذا التحدّي ناصعُ الصورة والبوصلة، ويعني أن الحاضنةَ الجماهيرية اليمنية ستصبح إطاراً مغلقاً لصالح أنصار الله وكل من يقف بجانب الأنصار في خندق توجيه ضرباتٍ للعدو الصهيوني، وهو ما نقرأه دولياً مع حركة الأحداث في واقع المنطقة والبيئة الإعلامية المعادية لمحور المقاومة والاستهداف لحاضنة المحور أَيْـضاً، ويشاهد الاختراقُ بوضوح في العراق ولبنان وسورية ويشاهد ما تم إفشالُه في إيران كلياً وإفشاله جزئياً في غزة هاشم واليمن..
لذلك عندما يعلن قائدُ الشعب اليمني عن الجهوزية العسكرية لقواتنا المسلحة في توجيه ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي وإسناد هذه الضربات بإعلان آخرَ اهتز منه العدوُّ وخاف بصورة تفوق أكثر رعباً من تهديد الضربات الصاروخية، وهو إعلان فتح باب الجهاد ضدَّ الكيان الصهيوني، هل استوعبتم (لمن سيفتح بابُ الجهاد)، أما أنصار الله هم أصلاً مجاهدون!!..
فيجبُ علينا أن ندرك تماماً ونستوعبَ بماذا حذّر وتوعد وهدّد السيدُ القائدُ في خطابه يوم ذكرى المولد النبوي، وماذا تعني أهميّةُ أن تتبع التحذيرات بتوجيه الضربات الموجعة بتهديدٍ آخرَ وهو إعلانُ فتح باب الجهاد؟!..
ولا يجبُ المرورُ على خبر ردود فعل العدوّ وتعاطيه بجدية مع خطاب قائدنا -يحفظه اللهُ- دون أن نتنبّهَ لتلك الخطوات التي سيتخذها؛ نتيجةً لتعاطيه الجاد إزاء تحذيرات صادرة من رجل قائد هو الأصدق حديثاً في زمن الحداثة وعصر شاشات القنوات وشبكات الإنترنت.