مؤتمرٌ صحفي يكشفُ معادلاتٍ عسكريّةً جديدةً ويستعرضُ إحصائياتِ إنجازات الجيش واللجان وغارات العدوّ خلال عام 2019
القوات المسلحة: على أبواب “عام النصر”
المسيرة | خاص
أعلنت القُواتُ المسلحةُ عن استراتيجيات عسكريّة جديدة في معركة مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، أضافت استهداف العدوان لمرتزِقته إلى خانة “جرائم الحرب” متوعدةً بالرد عليها، كما اعتبرت نهبَ ثروات البلاد عملاً عسكريًّا عدائياً يستدعي الردَّ المناسِبَ أيضاً، مؤكّـدةً بذلك على مضاعفة كُلفة استمرار العدوان بتوسيع استراتيجيات الردع، وإضافة مواقعَ حسّاسة وبالغة الأهميّة إلى بنك أهدافٍ بات ينقسم إلى ثلاثة مستويات، أولها يضُمُّ ستة أهداف مهمة في السعوديّة، وثلاثة في الإمارات، وتعرف الدولتان جيِّدًا مدى جدية هذا الإعلان، وإن اختارتا التجاهل، فإن القوات المسلحة تذكرهما اليوم بإحصائيات إنجازات عسكريّة كبيرة شهدها عام 2019، وتؤكّـد على أن مسار التصنيع العسكريّ اليمني بات يشهد تطوراً نوعيًّا تشهدُ له هذه الإحصائيات، وسيشهد له العامُ القادمُ الذي سيكون “عام الدفاع الجوي” وَ”عام النصر” بإذن الله..
هذه المعلوماتُ والتأكيداتُ الهامة جاءت على لسان ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدَه، عصرَ أمس الأحد، وفيما يلي تستعرض صحيفة “المسيرة” تفاصيل ما جاء فيه:
استهدافُ العدوان للمرتزِقة ضمن “جرائم الحرب”
في إعلان هو الأول من نوعه، أكّـد العميد يحيى سريع، في بداية المؤتمر الصحفي، أن القوات المسلحة باتت تعتبر أية عمليات استهداف ينفّـذها تحالف العدوان ضد مرتزِقته اليمنيين “جرائم حرب تستدعي الموقف المناسب” باعتبار أن الضحايا يمنيون” بغض النظر عن موقفهم، وأضاف أَيْـضاً أن الرد العسكريَّ اليمنيَّ على جرائم العدوان يشمل أيةَ جرائم ترتكب بحق المواطنين في المناطق المحتلّة شرق وجنوب البلاد.
إعلانٌ يحملُ عدة رسائلَ، أبرزُها عدمُ التفريط بوحدة اليمن أرضاً وإنساناً مهما كان الخلاف الداخلي بين اليمنيين، وهو ما يأتي في وقت حسّاس يحاول فيه العدوان تكريسَ مشاريع التقسيم والتفرقة المناطقية والعِرقية والطائفية ضمن مشروعه التدميري.
كما يمثل هذا الإعلان تقليصاً لخيارات العدوان، إذ يسحب منه بساط السيطرة على المناطق المحتلّة ويدخل كُـلُّ ما يفعله بتلك المناطق في ميزان الحساب والعقاب العسكريّ الذي يعرف فاعليته جيّداً.
في السياق ذاته، يؤكّـدُ ناطقُ القوات المسلحة أَيْـضاً على استمرار الالتزام بـ “العمل بالتوجيهات القاضية بالتوقف عن إطلاق النار على كُـلّ من يفر من المعركة من قوات العدوّ، لا سيما إذَا كان من المرتزِقة اليمنيين”، مُشيراً إلى أن تلك التوجيهاتِ تقضي بإتاحة الفرصة لكل المرتزِقة باللجوء إلى قوات الجيش واللجان، بما يضمن حمايتَهم من نيران العدوّ المعدة لاستهدافهم في حال فرُّوا باتّجاهه.
رفعُ مستوى الردع
فيما يخُصُّ استراتيجيات الردع العابر للحدود، أعلن سريع أن القواتِ المسلحة “وسعت بنك أهدافها ليشملَ مراكزَ حيويةً وحسّاسةً على طول وعرض جغرافيا دول العدوان، وأن بنك الأهداف ينقسمُ إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهميّة”.
وأوضح سريع أن المستوى الأول فقط من بنك الأهداف الموسع يتضمن “تسعة أهداف بالغة الأهميّة، منها ستة أهداف في السعوديّة وثلاثة في الإمارات”، وهو إعلان يرسل رسالةً مباشرة للدولتين مفادُها أن الجاهزيةَ العسكريّة اليمنية في أعلى مستوياتها، وأنه لن يكون هناك ما يوقفُ الضرباتِ القادمة إلا شيءٌ واحد، وهو الوقفُ الكامل والفعلي للعدوان والحصار.
وحول ذلك، يؤكّـد سريع أَيْـضاً أن القوات المسلحة في أتمِّ الاستعداد “لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير إذا ما أصدرت القيادة توجيهاتها”.
ويضيفُ أَيْـضاً أن “المنشآتِ العسكريّة التابعة لقوى الاحتلال والعدوان في أراضي الجمهورية وفي مياهنا الإقليمية وجزرنا أهدافٌ مشروعة لقواتنا وكذلك لكل الأحرار من أبناء شعبنا العظيم”، في إشارة إلى أن ما يظنه العدوّ اليوم “أماكنَ آمنة” في البر أَو في البحر، ليست كذلك أبداً.
وقد لخّص العميد يحيى سريع رسالةَ القوات المسلحة مع نهاية العام، قائلاً: إن العدوان “لن يهنأ ولن يستمرَّ في البناءِ والتطويرِ على حساب معاناة شعبنا، فالأمن والاستقرار -كما أكّـد قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي- من الجميع وللجميع؛ ولهذا لا أمن ولا استقرار إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار”.
نهبُ ثروات البلاد “عمل عسكريّ عدائي” يستوجبُ الردَّ
وفي إعلان آخر هو الأول من نوعه، أكّـد العميد سريع أن القوات المسلحة باتت تعتبر “عملياتِ نهب الثروة اليمنية من البر أَو البحر أعمالاً عسكريّةً عدائية تستوجبُ الردَّ المناسبَ، وعلى الجهات الأجنبية المساعدة للعدو في نهب ثروة شعبنا أن تأخُذَ هذا التحذير على محمل الجد”.
ويحملُ هذا الإعلانُ رسالةً بالغةَ الأهميّة لتحالف العدوان وشركائه وعملائه، بأن الحرب الاقتصادية لن تكونَ بديلاً مُجدياً عن القصف والحصار، وَأنه لن يتم فصل نهب الثروات عن العدوان العسكريّ، وذلك يقلّص خيارات العدوان لاستهداف الشعب اليمني، كما يضاعف كلفةَ الجرائم التي كان يظن أنها ستمُرُّ بدون عقاب.
تطويرُ القدرات القتالية
بعد ذلك، ينتقلُ العميد يحيى سريع للحديث عن القوة العسكريّة اليمنية؛ باعتبارها محورَ تلك المعادلات الجديدة، حيث يجدّدُ التأكيدَ على أن العام القادم سيكونُ “عام الدفاع الجوي”، لكنه يضيف هذه المرة تأكيداً جديداً على أنه سيكون “عام النصر” أَيْـضاً -إن شاء الله- موضحاً أن العمل مستمرّ على “تطوير الصناعات العسكريّة وتعزيز المخزون الاستراتيجي للقوات المسلحة من مختلف أنواع الأسلحة وعلى رأسها أسلحة الردع الاستراتيجي”.
وأكّـد سريع على أن الصناعاتِ العسكريّةَ المختلفة التي تم إعلانها خلال العام 2019، وعلى رأسها المنظومات الصاروخية البالستية والمجنّحة “حقّقت نجاحات كبيرة”، مضيفاً أن القوات المسلحة باتت تمتلكُ “القُدرةَ الكاملة على صناعة منظومات صاروخية متكاملة، إضَافَــةً إلى أجيال مختلفة من طائرات دون طيار الهجومية والاستطلاعية، وَتمتلك مخزوناً استراتيجياً من الصواريخ بمختلف أنواعها، إضَافَــةً إلى سلاح الجو المسيّر، وبما يؤهلها لشن عمليات عسكريّة هجومية مدمّــرة”.
وفيما يؤكّـد على أن “القوات المسلحة قد قطعت شوطاً كَبيراً في مجال تعزيز قدراتها الدفاعية” يكشف سريع أَيْـضاً أن “العام 2019م شهد انضمامَ تشكيلات عسكريّة جديدة للقوات المسلحة، إضَافَــةً إلى وحداتٍ قتالية نوعية مع آلاف المجندين والمتطوعين”، مُشيراً إلى أن العمليات العسكريّة الواسعة والنوعية التي شهدها هذا العام تؤكّـدُ أن مختلفَ تشكيلات قواتنا المسلحة باتت تتمتع بخبرة وكفاءة عاليتين.
وأضاف أن القوات المسلحة “تضاعف من جهودها على صعيد الإنتاج الحربي والصناعات العسكريّة وإعادة بناء مختلف التشكيلات العسكريّة، وبما يسهم في تعزيز الموقف القتالي”.
نهضةُ التصنيع العسكريّ
وكشف سريع عن جانبٍ من تفاصيل التطور في مجال التصنيع العسكريّ، حيث أوضح أن القدرةَ الهجومية لسلاح الجو المسيّر تضاعفت بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق، لافتاً إلى أن “ما حقّقته العسكريّة اليمنية على صعيد سلاح الجو المسيّر جعلها تتصدّرُ قائمةَ المؤسّسات العسكريّة المستخدمة بكفاءة لهذا النوع من السلاح والذي أثبت فاعليتَه وجعل الجميع أمام متغيراتٍ مهمةٍ في العِلم العسكريّ وأسلحة القتال الحديثة”.
وأكّـد سريع أن “سلاح الجو المسيّر ينفّـذ العشراتِ من المهام الاستطلاعية وبنجاح خلال اليوم الواحد، وأن قواتنا المسلحة تمكّنت بعون الله من خلال سلاح الجو المسيّر من تغطية نسبة كبيرة ضمن المساحة الجغرافية الخاضعة للرصد الاستطلاعي وبشكل يومي”، مُشيراً إلى أن “وحدة متخصصة في سلاح الجو المسيّر تتوالى الرصد الاستطلاعي المستمرّ لأهداف ثابتة وأُخرى متحَرّكة منها في دول العدوان”.
وأعلن أن سلاح الجو المسيّر اليمني بات يمتلكُ “القدرةَ على تنفيذ عمليات هجومية واسعة ضد أهداف مختلفة وفي وقت واحد”.
وفيما يخُصُّ المجالَ الصاروخي، أوضح سريع أن العام 2019 كان عامَ “الصواريخ المجنحة”، وأن هذه الصواريخ أصبحت جُزءاً مُهِمًّا من الترسانة الصاروخية اليمنية، وأحد أهمّ أسلحة الردع الاستراتيجي للقوات المسلحة، مؤكّـداً “نجاحَ كافة التجارب للمنظومات الصاروخية الباليستية الجديدة وكذلك المجنحة”.
أمَّا على صعيد الدفاع الجوي، فبعد أن جدّد التأكيد على أن العام القادم سيكون عام الدفاع الجوي، أوضح ناطقُ القوات المسلحة أن “العام 2019م شهد استكمالَ مرحلة تأسيسية مهمة على صعيد بناء قوات الدفاع الجوي وتفعيل المنظومات الدفاعية، حيث أعلنت قواتُنا المسلحة عن دخول منظومات دفاع جوي وجاري العمل على تطوير منظومات أُخرى”.
إحصائيةُ غارات العدوان
فيما يَخُــصُّ إحصائيات العام 2019، بدأ ناطق القوات المسلحة بالحديث عن غارات العدوان، حيث كشف أن إجمالي الغارات التي شنّها العدوّ خلال هذا العام بلغت أكثرَ من 6534 (ستة آلاف وخمسمئة وأربعٍ وثلاثين) غارةً استهدفت تسعَ عشرةَ محافظة.
وأوضح أن أكثرَ من نصف هذه الغارات استهدف محافظة صعدة فقط، حيثُ تعرضت لـ 3615 غارة، تليها محافظة حجّة التي تعرضت لأكثرَ من 1427 غارة، فيما تعرضت محافظة صنعاء لأكثر من 424 غارة، وتعرضت محافظة الجوف لأكثر من 211 غارة، بينما توزعت بقيةُ الغارات على أمانة العاصمة والضالع ومأرب وعمران والحديدة وذمار وتعز والبيضاء وإب ولحج وريمة وعدن وأبين وشبوة والمحويت.
وإلى جانب الغارات الجوية، أضاف سريع أن العدوّ دفعَ بقواته ومرتزِقته لتنفيذ أكثرَ من 1226 عملية عسكريّة منها 163 عملية هجومية و656 زحفاً و407 محاولات تسلّل، لكن قوات الجيش واللجان تمكّنت من التصدي لها بشكل كامل.
حصادُ الإنجازات العسكريّة.. بالأرقام
ومن غارات العدوان، ينتقلُ سريع إلى إنجازات قوات الجيش واللجان الشعبيّة، موضحاً إحصائياتِ العمليات العسكريّة التي نفّـذتها مختلف الوحدات القتالية للقوات المسلحة خلال العام 2019 كالتالي:
فيما يَخُــصُّ إحصائياتِ سلاح الجو المسير، أكّـد العميد يحيى سريع أن إجمالي العمليات التي نُفّـذت في هذا الصعيد بلغت 2426 عمليةً، منها 2087 عمليةً استطلاعيةً وَ5 عمليات هجومية نوعية مشتركة مع القوة الصاروخية وَ196 عملية استهدفت قواعد ومنشآت ومطارات العدوّ منها عملية العند والمخا والجلاء وكذلك استهداف المطارات والمنشآت العسكريّة السعوديّة و92 عملية نوعية منها عملية استهداف حقل الشيبة وتوازن الردع الأولى وعملية التاسع من رمضان وتوازن الردع الثانية، فيما بلغ عدد العمليات المشتركة لسلاح الجو المسيّر مع سلاح المدفعية 46 عملية.
أما القوة الصاروخية، فيؤكّـد ناطق القوات المسلحة أنها نفّـذت هذا العام 110 عمليات منها 3 عمليات بمنظومة بركان الباليستية، واحدة منها استهدفت هدفاً عسكريّاً في منطقة الدمّام، و4 عمليات بمنظومة قُدس 1 المجنّح، وَ43 عملية بمنظومة صاروخ نكال الباليستية، و12 عملية بمنظومة قاصم، و47 عملية بمنظومة بدر بجميع أجيالها.
وأضاف سريع أن “خارطةَ أهداف القوة الصاروخية خلال 2019م شملت مراكزَ وتجمعاتٍ ومنشآتٍ عسكريّةً للعدو داخل البلاد وكذلك خارجها، حيث شاركت القوةُ الصاروخية بفاعلية في عمليات عسكريّة واسعة، منها عملية نصر من الله”.
وفيما يَخُــصُّ عملياتِ الدفاع الجوي، كشف سريع أن الدفاعاتِ الجويةَ اليمنية تمكّنت خلال هذا العام من إسقاط 69 طائرة تابعة لقوى العدوان، منها 7 طائرات مقاتلة، و9 طائرات استطلاع منخفض، و53 طائرة تجسُّسية.
وأضاف أن عددَ عمليات التصدي والاعتراض وكذلك الإجبار على المغادرة بلغت 237 عملية.
أمَّا على الصعيد البري، أكّـد ناطق القوات المسلحة أن من أبرز العمليات العسكريّة الواسعة التي نفّـذتها قوات الجيش واللجان خلال هذا العام كانت “عملية تحرير مناطق في محافظة الضالع وعملية نصر الله من الله بمرحلتيها الأولى والثانية وكذلك عملية عسكريّة واسعة لم يُعلن عنها”.
وأوضح أن “عدد العمليات العسكريّة المنفّـذة من قبل قواتنا بلغ 1686 عملية على طول مسرح العمليات القتالية وامتداد خارطة المواجهات منها 607 عمليات هجومية و1044 عمليةَ إغارة و35 عملية تسلّل”.
وأعلن سريع أن وحدة القِنَاصة التابعة لقوات الجيش واللجان نفّـذت هذا العام 16643 عمليةَ قنص، تم خلالها قنص 228 جندياً وضابطاً سعوديّاً، وَ142 مرتزِقاً سودانياً، 16050 مرتزِقاً محلياً بينهم 66 قائداً ميدانيا، إلى جانب قنص 221 آلية وعربة وسلاح قنص وإسقاط طائرتَي استطلاع.
وأكّـد سريع أن وحدة ضد الدروع نفّـذت هذا العام 1180 عملية، تم خلالها استهدافُ 436 آلية متنوعة (أطقم ومدرعات وجرافات ودبابات وعربات محملة بالقوات)، كما تم استهداف 155 مدفعاً وسلاحاً رشاشاً للعدو، و95 تحصيناً، و494 تجمعاً لقيادته وأفراده وآلياته.
وأضاف سريع أن وحدةَ الهندسة العسكريّة نفّـذت بدورها، خلال هذا العام 2752 عملية، منها 1803 عمليات استهداف لتجمعات وتحصينات العدو، و769 عملية استهداف لآلياته ومدرعاته ودباباته.
وبذلك يكون إجمالي الآليات التي استهدفتها وحداتُ الهندسة وضد الدروع والقناصة خلال هذا العام (1426) آلية متنوعة.
وأكّـد ناطقُ القوات المسلحة أن وحدةَ المدفعية أَيْـضاً “كان لها حضورٌ مؤثِّــرٌ في المعركة، وسيتم نشرُ تفاصيل عمليات تلك الوحدات في وسائل الإعلام، لا سيما ما يتعلق بخسائر العدوّ في الدبّابات والمدرعات والآليات”.