اليمانيون يجسّدون الهُــويةَ الإيمانية قولاً وفعلاً
الشيخ/ صادق حسن البعداني
يُجسد الشعبُ اليمنيُّ أسمى معاني الهُــوِيَّة الإيمانية المتأصلة منذُ بزوغ فجر الإسلام وبدء الرسالة المحمدية التي قامت على أكتافِ الأنصار وخير سند لخير خلق الله الرسول الأعظم محمد -صلّى اللهُ عليه وعلى آلة وصحبه وسلّم-، وليس بغريبٍ على أبناء هذا البلد العظيم الذي تشرّف بخير وسام في الدنيا وهو حديث الحبيب المصطفى “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، ليس بغريبٍ عليهم ما يحقّقوه اليومَ من انتصارات ضد طواغيت العصر وأعداء الدين ومن والاهم ونهج نهجهم.
وما أحوجنا اليومَ كشعبٍ يمنيٍّ لاسترجاع هُــوِيَّتنا الإيمانية التي كادت تندثر؛ بفعلِ الظروف والزمان والفكر الوهّابي المتطرّف الدخيل على الإسلام، فمن لا هُــوِيَّة له لا وطن ولا قيمة ولا وزن ولا حياة له، مثله كالأنعام بل أضلُّ سبيلاً.
لقد كان من المهم والضروري أن تأتيَ محاضرةُ قائد الثورة السيّد القائد عَبدالملك بن بدر الدين الحوثي، التي ألقاها، الأسبوعَ الماضي، في الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء، أمامَ كوكبة من رجال الدين وطلاب العلم، بعنوان “الإيمان يمان والحكمة يمانية والهُــوِيَّة الإيمانية”، حيث ركّز قائدُ الثورة في محاضرته على أن الإيمانَ هو ما تحتاجه الأُمَّــةُ وما أحوجها إليه في زمنٍ أصبحت تجهل هُــوِيَّتها الإيمانية الحقيقية وإن كانت عقيدتها إسلاميةً تدين بها وتقيم شعائرها وتؤديها كطقوس، وتجهل أَيْـضاً ضرورة أن تبلغ مرحلةَ الإيمان الحقيقي والذي يحتم على كُـلٍّ منا أن يكون موقناً ومدركاً في داخله لحقيقة إيمانه المستوجب للطاعة والخضوع والانقياد لله عزَّ وجلَّ، وأن ينتهج ويطبق ما أمره اللهُ به ويجتنبَ وينتهيَ عما نهاه اللهُ عزَّ وجلَّ، سواءً فيما يتعلق بسلوكه وأخلاقه ومعاملاته مع أهله ومجتمعه ووطنه.
ومن أبرز ما جاء به السيّدُ القائد في محاضرة الهُــوِيَّة الإيمانية، أن كُـلَّ فردٍ من أفراد هذه الأُمَّــة يُمثّل جوهرَ الدين وعنوان منهجيته، وأنه بالإيمان ومعرفة الهُــوِيَّة الإيمانية وبالطاعة تستقيمُ الحياةُ، وتجعل كُـلّ شخص مستشعراً للمسئولية في أعماله وواجباته وفي كُـلِّ عملٍ فيه خدمةٌ ومصلحةٌ الأُمَّــة، ومن ذلك تتجلّى عظمةُ الإيمان وتبرز الهُــوِيَّة الإيمانية الوطنية التي تستوجب على كُـلِّ فرد من أفراد الشعب اليمني أن يكتسب هُــوِيَّته اليمنية والتي لا يمكن اكتسابُها إلا بالهُــوِيَّة الإيمانية.
كما إن الهُــوِيَّةَ الإيمانيةَ تُحتم على كُـلِّ فرد منا تقديمَ التضحيات في سبيل دينه ووطنه وأمته، وأن يرفض الظلمَ والامتهانَ والخضوعَ لمن يعادي ويستهدف عقيدتنا ويحاول أن يضعف من إيماننا ويشوّه وعينا وثقافتنا وجرّنا عبر حرب ناعمة خبيثة إلى ثقافة الانحطاط والانحلال الأخلاقي والانحراف السلوكي الذي يُهدّد مجتمعنا بل والإنسانية، وهو ما تسعى إليه بكلِّ الوسائل والإمْكَانات دولُ العدوان والاستكبار وتجييش المرتزِقة والعملاء في الداخل والخارج؛ مِن أجل تمريرِ هذا المخطّط وهذه الثقافة الشيطانية على أبناءِ اليمن والهُــوِيَّة الإيمانية لحرفهم عن المسار الحقيقي، ولكن هيهاتَ لهم ذلك، فاللهُ خيرُ حافظ لأوليائه وأنصار نبيه حتى قيام الساعة.