من اغتيال الصمّاد إلى اغتيال سليماني.. نفس المجرم ونفس اليد
منير الشامي
وأنا أتابعُ المظاهرات الاحتجاجية المندّدة بجريمة اغتيال القائدين اللواء قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس، تذكرت ما ذكره الشهيدُ القائدُ السيّد حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه- في الدرس الثاني من مكارم الأخلاق، والذي قال فيه: لو رفع الناسُ الصرخةَ في كُـلِّ بلد لتوقفت أمريكا وإسرائيلُ عما تريد أن تعمله.. إلخ، حينها تأكّـدت بأن دماءَ سليماني ومن معه التي حركت هذه الحشود ستكون ناراً وجحيماً على كُـلِّ الضالعين في هذه الجريمة التي استشهد فيها اللواءُ قاسم سليماني -قائد فيلق القدس-، هو وأبو مهدي المهندس، مساءَ يوم الخميس، وهي جريمةٌ بشعةٌ تؤكّـد حجمَ الخسارة الأمريكية التي تكبدها النظامُ الأمريكيُّ في المنطقة، وتعكس مستوى الإفلاس الذي وصل إليه.
هذه الجريمةُ لا تختلف عن جريمة اغتيال فخامة الرئيس صالح الصمّاد في ١٩ / ٤ / ٢٠١٨م، وكأن التاريخَ يعيد نفسَه، فالمجرمُ واحد والطريقة واحدة، واليد التي اغتالت الرئيسَ صالح الصمّاد هي اليد التي اغتالت اللواء الحاج قاسم سليماني، والهدفُ لكلا الجريمتين واحدٌ باستهداف قيادة عسكرية رسمية كبيرة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية.
بيانُ قائد الثورة السيد عبدالملك -يحفظه اللهُ ويرعاه-، الذي أصدره أمس الأول، ونقل فيه أحرَّ التعازي لقيادة الشعبين الإيراني والعراقي، وأكّـد فيه وقوفَ الشعب اليمني قيادةً وشعباً إلى جانب كُـلِّ أحرار الأمة في محور المقاومة، يؤكّـد على أن عدوَّ الأمة واحد وأن المصابَ مصابُ الجميع.
نشوةُ الكيانين الصهيوني والنظام الأمريكي بهذه الجريمة، يؤكّـد اشتراكهما في تنفيذ هذه الجريمة، وما إعلانُ النظام الأمريكي مسؤوليته عن الجريمة إلّا محاولة يائسة لصرف النظر عن الكيان الصهيوني، وهذه المحاولة لن تجديَ الكيان الصهيوني ولن تجنبه النجاة من الرد في ضلوعه المؤكّـد في هذه الجريمة.
الردُّ على هذه الجريمة سيتجاوز كُـلَّ الخطوط الحمراء، ولن يقتصرَ على إيران بل ستشارك فيه كُـلُّ أطراف محور المقاومة في المنطقة، فالجريمةُ في إطارها العام تُمثّل استهدافاً لكلِّ أطراف المقاومة العربية والإسلامية بالمنطقة، كما أن الردَّ سيتخطى كُـلَّ الخطوط وكلَّ الحدود جغرافياً وسياسياً ودبلوماسياً، وأقلُّ ما يمكن أن توصف به هذه الجريمة هو أنها تُمثّل ثاني أكبر حماقة كبرى يرتكبها النظامُ الصهيوأمريكي في المنطقة، بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الصمّاد -رضوانُ الله عليه-، وبها فإن ثأرَ المقاومة صار ثأرين وهو ما سيعاظمُ الرد عليهما والذي سيشمل النظامَ الصهيوأمريكي وكلَّ عملائه بالمنطقة، وسيكون ردًّا صاعقاً ومؤلماً في الزمان والمكان الذي لا يتوقعه المجرمون، وتصريح قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، وبيان قائد ثورة الأنصار السيد عبد الملك، التأكيد الأكيد على ذلك..
المواقفُ الشعبيّةُ إزاء هذه الجريمة البشعة ظهرت متناسبةً مع حجم الجريمة في كافة المدن الإيرانية وفي كشمير، وسيتواصل الصخبُ الشعبيُّ في كافة محاور المقاومة، ما يعني أن شرعيةَ الرد ستتعاظم وهو ما سينعكس على حجمه الذي سيكون غيرَ متوقع للنظام الصهيوأمريكي وأيادي عمالته بالمنطقة.
رحم اللهُ القادةَ الشهداء وكلَّ شهداء محور المقاومة في كُـلِّ مكان (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ).