ماذا بعد استشهاد قاسم سليماني؟
محمد عبدالله اللساني
لا يمكن التكهنُ بدقة عن أية ردة فعل من الممكن أن تنتُج؛ بسبَبِ تهور الإدارة الأمريكيّة والكيان الصهيوني بعد تورطهم في اغتيال “سليماني”، ولكن من خلال قراءة سياسيّات ومبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية يظهر جلياً أن الردَّ سيكون كبيراً ومزلزلاً وغيرَ محدودٍ جغرافياً، فالأهدافُ الأمريكيّة والصهيونية منتشرة ودسمة على جغرافيا المنطقة براً وبحراً، وإيران لها القدرة للوصول إلى أي هدف بدايةً من شبه الجزيرة والمياه الإقليمية إلى أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا؛ ولهذا شاهدنا الاستنفارَ الأمريكيَّ والصهيونيَّ والبريطانيَّ دولياً؛ لذا يصعب التكهنُ بنسبة وحجم الرد فقد تعودنا من إيران أن الردَّ حتميٌّ كما حصل عندما احتجزت بريطانيا ناقلةَ النفط الإيرانية بالقرب من مضيق جبل طارق، والذي قوبل بالمثل واحتجزت إيران ناقلةَ نفط بريطانية.
وكذا الرد الحازم عند اختراق الطيران الأمريكيّ للأجواء الإيرانية، وكان الردُّ بإسقاط الطائرة من الجيل السادس والتي تعتبر الأحدث والأغلى في العالم، حدثان بارزان في العام 2019م أظهرت القدرةَ والنية والحزم في الرد لإيراني.
اليومَ وبعد استشهاد القائد سليماني أحد أبرز القادة الإيرانيين وقائد فيلق القدس والذي كان له الحضورُ البارزُ في جبهات عديدة لمحاربة داعش من سوريا إلى لبنان والعراق حيثُ استشهد، المنطقةُ تشهد تصعيداً كبيراً ومن المعروف أن سليماني ركن رئيسي وأَسَاسي من أركان محور المقاومة، والذي ينبئ بما لا يدع مجالاً للشك أن الردَّ يتوسع ويشمل جغرافياً محورَ المقاومة وبشكل رئيس في العراق الذي استشهد فيها أحدُ أبرز قادتها نائب الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس.
ويبدو أن أولَّ رد سيكون من خلال البرلمان العراقي الذي قد يتخذ قراراً مهماً ضد التواجد الأمريكيّ، علماً أن السفارةَ الأمريكيّةَ في العراق تُعتبر أكبرَ سفارةٍ في المنطقة عموماً في مساحتها ومبانيها.
كلُّ المؤشرات تشير إلى أن الردَّ الإيراني لا مناصَ منه، وكما هو معلوم أن الرد جغرافيته واسعة براً وبحراً، فالقواعدُ العسكريّة الأمريكيّة وغرف عملياتها تتواجد في دول عديدة مما يسهل لأمريكا تحَرّكها ونسج مؤامراتها وارتكاب جرائمها على دول المنطقة، فدائرةُ الأهداف الإيرانية واسعةٌ حسب التصريحات الإيرانية أَنها ستنتقم من كُـلِّ من تورط في استهداف سليماني.
إيران دولة ليست بالسهلة فهي متطورة جِـدًّا وتنافس دولاً متقدمة في الصناعات العسكريّة والتكنولوجيا ومجالات كثيرة، وهذا ما يجعل من قدراتها في الرد حتمية ودقيقة، وهكذا قال مستشارُ المرشد الإيراني للشؤن الدولية: “المنطقةُ ستشهد أوضاعاً مختلفة كلياً بعد استشهاد سليماني”، وَ”أن العالمَ سيرى بأسرع وقت الردَّ لدم سليماني”.
وبالتأكيد هناك استنفار لكلِّ قيادات وقواعد حركات المقاومة في المنطقة، والتي لها الاستعداد في الرد أَو المساهمة في الرد حسب التصريحات، كما في بيان للسيد حسن نصرالله والذي دعا فيه كُـلَّ أحرار العالم للرد، كما إن السيدَ حسن نصرالله سيلقي خطاباً، الأحدَ القادم، يُعتقد أنه سيحدّد ملامح كبيرة عن مستوى الرد، كذلك بيان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.