قاسم سليمان.. يا رعبَ الزمان
أم روحُ الله وجيه الدين
الشهيدُ قاسم سليماني قد بثَّ الرعبَ في قلب الإدارة الأمريكيّة والكيان الصهيوني حياً كان أَو شهيداً، ولهذا فقد اتخذت إسرائيلُ عقب الاغتيال الغادر للحاج قاسم سليماني إجراءات احترازية على الحدود مع سوريا، ووصف المتحدّثُ باسم مجلس الأمن القومي الأمريكيّ في عهد أوباما، استشهادَ الحاج قاسم سليماني “باللحظة المخيفة”، وصرّح رئيسُ مجلس العلاقات الخارجية للولايات الأمريكيّة بأن عصرَ التعاون الأمريكيّ العراقي انتهى ووجودهم في العراق سينتهي.
في الوقتِ الذي يقر البنتاغون بوقوفه وراء عملية استهداف اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ومدير علاقات الحشد الشعبي محمد رضا الجابري وعدد من ضيوفه، بتوجيهٍ مباشر من الرئيس الأمريكيّ ترامب، والذي يعتبر حالياً محاصراً ومحاكماً أمام الكونجرس الأمريكيّ بإقالته، وأغلبُ الولايات المتحدة حكاماً وشعباً ناقمةٌ على سياسة ترامب في المنطقة؛ لذلك هو بحاجة لحدث ما في الساحة الدولية علّه يخرجُ من الأزمة باستهدافه أولاً لمواقع الحشد الشعبي وكتائب حزب الله العراقي، ومن ثم استهدافه لسليماني والمهندس والجابري، ولكن هذا الأمر لم ولن يغير بأن الإدارةَ الأمريكيّة هي دولةُ استكبار وإمبريالية عالمية، تسعى للسيطرة على أكبر الأقاليم الممكنة وتوسيع حكمها في الشرق الأوسط واستعماره سياسيّاً وعسكريّاً وثقافياً، وهي أعلى مراحل الرأسمالية.
وباغتيالهم لقادة محور المقاومة غدراً، وهم المعروف عنهم في القرآن وفي كُـلِّ الكتب السماوية بجبنِهم وضعفهم، لا يستطيعون المواجهةَ متناسين بأن حدثاً هكذا سيولد ألف ألف سليماني، فهو حدث في غاية الفخر والعزة والشرف، فلقد عبّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن غبطته وسروره لما وصل إليه الحاج قاسم سليماني ورفاقه من مكانة ولأعلى المراتب وهي الشهادة، متمنياً لو كان مكانه واعداً بإكمال مسيرته وتحقيق أهدافه وكما قال الحاج سليماني: (الدم يطلب الدم والشهيد يُحيي الملايين)، هذه هي مسيرةُ محور القوى المقاومة لقوى الاستكبار والهيمنة العالمية.
ليس بجديدٍ عليهم فقدان أحد رموز وأبطال المقاومة، ففي كُـلِّ الساحات كان هناك تضحيات فليس هذا بحدث جديد؛ كي يفخر به الأعداءُ، ففي الساحة اللبنانية قد تم اغتيالُ الحاج عماد معنية والسيد ذو الفقار، وفي الساحة اليمنية تم اغتيالُ الرئيس الشهيد صالح الصمّاد، فلا خوفَ على هذه المسيرة؛ لأَنَّهم إن ذهبوا تركوا الآلافَ والملايين من نماذج مغنية وسليماني والمهندس والصمّاد؛ لأَنَّهم أُمَّـةٌ نبيها محمد وإمامها علي بن أبي طالب -صلواتُ الله وسلامه عليهم-، ونهجهم نهج الإمام الحسين -عَلَيْهِ السَّلامُ- إذ قال: (إذَا كان دين محمدٍ لم يستقم إلّا بقتلي فيا سيوفُ خُذيني).
فلسان حال الشهيد قاسم سليماني يقول: (إذا كان محورُ المقاومة لم ينتصر إلّا بقتلي فيا صواريخ اقصفيني)، فلطالما كانت صورته تتوسط صور الشهداء وهم يرونه الشهيد الحي.
إن دماءَ سليماني والمهندس والجابري وكل شهداء محور المقاومة في جميع أنحاء العالم، تعني زوالَ أمريكا وإسرائيل ومن والاهم من الأعراب وتطهير العراق والمنطقة من فلول الإرهاب، تمهيداً لدولة العدل الإلهي بدليل أن إسرائيلَ وأمريكا نفسها دقت نواقيس الخطر، فجون سولتر -أحد قيادات الجيش الأمريكيّ- قال: (سنصلي؛ من أجلِ سلامة القوات الأمريكيّة في العراق فهي في خطر الآن أكبر ما كانت عليه)، وَألون بن دافيد عبر القناة 13 العبرية قال: (بأنها ليلة تحول في الشرق الأوسط يصعب التنبؤ بها، فضرب أمريكا قلب النظام الإيراني سيكون هناك ثمن لاستئصاله، ستنتقم إيران في الولايات المتحدة الأمريكيّة وربما في إسرائيل)، خَاصَّة وأن القياداتِ الدينية والعسكريّة والسياسة الإيرانية هدّدت بأن الانتقامَ سيكون قاسياً من أمريكا وكلِّ المجرمين الذين تلوثت أيديهم القذرة بدماء سليماني وسائر الشهداء الليلةَ الماضية، وأن نهجَ الجهاد والمقاومة مستمرٌّ بالطريق الذي رسمه الشهيدُ سليماني وبدوافع مضاعفة، والنصر الحاسم سيكون حليفهم حتى وإن صرّح الكونجرس والإدارة الأمريكيّة بأن هذا تصرف أحمق من الرئيس ترامب، فهم لهم أهداف صهيونية ماسونية عالمية أتى رئيسٌ وذهب آخرُ، فهم فقط ينفّذون أجندات البيت الأبيض وبما يخدم طفلتهم المدللة إسرائيل وكما يقال بالبلدي: (واحد يسخن وآخر يبرد)، وإيران ليست غبيةً لتنطلي عليها مثل هكذا تصريحات، فاغتيالُ شخصيات وقيادات بارزة مجاهدة ومن ثم محاكمة ترامب وعزله وبهكذا تنتهي القضيةُ، بل سيكون الردُّ موجعاً (والرد واجبٌ شرعي سيحرم أمريكا النومَ)، كما صرّح ممثلُ السيد علي خامنئي في فيلق القدس، فلا وقتَ لديهم للعزاء.
يقول الشهيدُ محمد علي رجائي -رئيس سابق للجمهورية الإسلامية-: بعد تفجير مركز الحزب الجمهوري الإسلامي واستشهاد ما يزيد عن السبعين من قيادات الجمهورية الإسلامية، ذهبنا لإخبار الإمام الخميني وكنا قلقين كيف سيتلقى الخبر، ولما وصلنا علمنا أنه قد تلقّى الخبرَ من وكالاتِ الأنباء العالمية، وكان قولُه لنا: اذهبوا وعيّنوا مكانَ الذين استشهدوا، لا وقتَ لدينا للعزاء.
يقول الشهيدُ رجائي: دخلنا أطفالاً وخرجنا رجالاً.
فكيف يرجو العدوُّ هزيمةَ أمثال هؤلاء؟!..