العدلُ والإحسانُ عنوانُ العام الجديد 2020م
أحمد القنع*
في خطابِه الذي ألقاه بمناسبة تدشين الخطة الاستراتيجية للمرحلة الأولى من تنفيذ الرؤية الوطنية للعام 2020م، أكّـد الرئيسُ مهدي المشّاط على العدلِ والإحسانِ، ومن يتمعن في الخطاب سيجد أن الرئيسَ كرّر كلمتَي العدل والإحسان أكثرَ من مرة، وكأنه يقولُ الركيزة الأَسَاسية لبناء الدول تأتي من العدل والإحسان، قال الرئيس المشّاط: “نهيبُ بكافة قيادات مؤسّسات وأجهزة الدولة الالتزام بتجسيد الموجهات القيمية، وأهمُّها الالتزامُ بالعدل”، العدلُ هو الرديف للظلم، وانهيار الدول وسخط الشعوب على حكامها أَسَاسُه الظلمُ؛ ولذلك لم يكن الرئيسُ يلقي بالكلمات جزافاً، بل أراد إيصالَ رسالة قوية لكلِّ مسؤول في الدولة بأَنَّ الطريقَ إلى النجاح هو انتهاجُ منهج العدل وإنصاف الناس بالحق، وحسب قراءتي للخطاب أَيْـضاً أجزم بأَن الرئيسَ كان يريدُ إيصالَ رسالة أُخرى بأَن ما حلَّ باليمن في العقود الأربعة الماضية من مشاكلَ وفقر وعدم مواكبة الدول الأُخرى في النهضة والتقدّم الصناعي وافتقار اليمن للبنية التحتية، كان سببُه الأولُ هو عدمَ وجود الحاكم والنظام العادل، وأما حديثُه عن الإحسان يأتي من باب تذكير الناس بالمعاناة التي يعاني منها الشعبُ اليمنيُّ جرّاء العدوان والحصار السياسي والاقتصادي، وكأنه يقول للميسورين: التفتوا إلى إخوانكم المحتاجين وأحسنوا إليهم في هذه السنوات العجاف التي حلّت باليمن وأهلها؛ بسبَبِ العدوان.
كلمتان كانتا هما أَسَاس الخطاب الذي ألقاه الرئيسُ المشّاط، كلمتا (العدل والإحسان) يراد منا جميعاً أن نعملَ بهما من خلال الفعل وليس القول..
العدلُ والإحسانُ البعضُ يرى أنهما كلمتان عابرتان أتيتا في خطابٍ، لا وألف لا، العدلُ والإحسانُ أراد بهما الرئيسُ المشّاطُ افتتاحَ عام من التكافل والتراحم بين أبناء الشعب اليمني الصامد..
العدلُ والإحسانُ أراد الرئيسُ المشّاط أن يجعلهما عنوانَ الدولة اليمنية الحديثة، فهل يقوم كُـلُّ فرد في هذ المجتمع بدوره ويجعل العدلَ والإحسانَ هو عنوان عمله ونشاطه؟!.
* وزير الدولة لشئون الحوار والمصالحة الوطنية