العدُّ التنازلي لزوال أمريكا
أسماء عباس السياني
تصاعدت الأحداثُ وتفاقمت الأوضاعُ في المنطقة، وانقلبت الموازينُ، وتشهد الساحةُ صمتاً مُفزعاً بعد غضب عارمٍ واستنكارٍ، واختلاط مشاعر الحزن بمشاعر الغضب جرّاء الجريمة النكراء مؤخراً، والتي استهدفت قائدَ فيلق القدس الحاج قاسم سليماني وَنائب هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ومن معه من الرفاق بطائرة أمريكية مسيّرة، ليعلن البنتاغون تبنيه لعملية الاستهداف بإيعازٍ من الرئيس الأمريكي، حماقة وَأية حماقة هي التي ارتكبها بجريمته هذه، توعد إيران بلهجتها القوية والشديدة بالردِّ القاسي والموجع في الوقت والمكان المناسبين جعل العالمَ يعيش حالةً من الصمت، مترقبين اللحظةَ التي سترد إلى أمريكا.
الاستراتيجيةُ العسكريّةُ التي تتخذها إيران في كيفية الرد على الاعتداء الذي طال أحدَ أبرز قيادتها العسكريّة الثورة يعتمدُ على عنصر المفاجئة، وَأيضاً التجهيزات العسكريّة في حال الرد الأمريكي من إيران، كُـلُّ هذا يتحتم في قوة الردع والجهوزية العالية لدولة إسلامية تمتلك مخزناً عسكريّاً مهولاً، ودخول أمريكا في حربٍ مفتوحة كهذه سيكلف أمريكا الكثيرَ وسيرهقها في المواجهة.
المغامرةُ الكبيرة التي دخلها ترمب ستتحوّل إلى حربٍ إقليمية واسعة، فقد استخدم ترمب أيامَه الأخيرةَ في جلوسه على كرسي الرئاسة استخداماً رديئاً، حَيْــثُ أن المخاطرةَ في عمليات اغتيال في مطار بغداد وما كان قبلها من استهداف لمقرات قوات الحشد الشعبي في العراق، لدليل واضح وحتمي بأن أمريكا وَإسرائيلَ يشنّون حربَهم العلنيةَ ضد الإسلام وضد دول المقاومة وأبرزها إيران والعراق ولبنان وَسوريا واليمن.
بالفعل ستكون هناك حربٌ إقليمية كبرى، وستدخل المنطقةُ بكلِّها في خطِّ المواجهة، بما فيها دويلات الخليج والسعوديّة المُطيعتان للبيت الأبيض، وسيكون هناك قوى للتصدي والردع بما فيها اليمن التي ستدخل هذه المواجهة والاستراتيجية موقعها الجغرافي ما يمكنها من استهدافٍ لأهداف حساسة في عمق كيان العدوّ الإسرائيلي ردًّا على اغتيالها الأخير، وكما تمكّنت إيران من صمودِها ومواجهتها لحروب عديدة خاضتها منذُ أكثر من عشرات السنين، ستخوض هذه الحرب وستواجه الشيطانَ الأكبر وستعلن زوالَها.