إلى أين يتجهُ نظامُ الرياض؟!
منير الشامي
في الوقت الذي لا تزالُ فيه يدُ قائد الثورة الطاهرة ممدودةً للسلام العادل أمام نظام الرياض، وما يزالُ حلمُه غالباً على غضبه، ورحمتُه طاغيةً على حَــقّ الرد المشروع على استمرار عدوانه وجرائمه، ولا زال لسانه الشريف ناصحا لهذا النظام المتعجرف والغاشم وداعياً له إلى الرجوع إلى منطق العقل والحكمة، وتغليب مصلحته كنظامٍ على مصلحة النظام الصهيوأمريكي الذي يُكِنُّ العِداءَ لكل العرب والمسلمين، ومحذراً له من سوء المصير الذي ينتظره إن ظل على غيه وتعنته، وغبائه.
لم يلتفت نظامُ الرياض الأحمق إلى هذه العروض، ولم يستمع للنصائح، وسعى في تحَرّكاته الأخيرة ليؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك مواصلتَه للعدوان مع سبق الإصرار والترصد.
يظهر ذلك جلياً من خلال الأحداث الأخيرة داخلياً بتصعيد مرتزِقته العسكريّ الذي شهدته العديدُ من الجبهات كجبهة نهم وغيرها، وخارجياً باتّفاقاته الأخيرة مع فرنسا واليونان، فقبل أيام كشف مسؤولون فرنسيون أن بلادهم نشرت منظومةَ رادار على الساحل الشرقي للسعوديّة، مؤكّـدين أن الهدفَ من ذلك هو تعزيز دفاعاتِ المملكة إثر الهجمات التي تعرضت لها أَهَــمّ وأكبر منطقة نفطية وصناعية للنفط ومشتقاته بهجرة خريص وَبقيق في منتصف سبتمبر الماضي، وكشفت مصادر لصحيفة “كاثيمرني” اليونانية أن السعوديّة اتفقت مع اليونان قبل بضعة أسابيع على نشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات والتابعة للقوات الجوية اليونانية في السعوديّة، لتصبح ثالث قوة تنتشر في السعوديّة بعد أمريكا وفرنسا.
هذه الخطوة تؤكّـدُ أن نظامَ الرياض يسعى في محاولة لتعزيز عملياته الدفاعية ضِدَّ أية هجمات تستهدف منشأته النفطية والعسكريّة خلال المرحلة القادمة، ما يعني عزمَه على مواصلة عدوانه وأن مراوغته خلال الأشهر الماضية لم تكن سوى وسيلةٍ لكسب الوقت.
المضحك في الأمر هذا أن نظامَ الرياض يسعى لتعزيز دفاعه بمنظومة باتريوت التي ثبت فشلُها في عملية الـ ١٤ من سبتمبر الماضي والتي سبقها نشر دفعتين من القوات الأمريكية مع عدد من بطاريات ورادارت إضافية لهذه المنظومة وثبت لنظام الرياض أن وجودَها كعدمه، فلم يكن لها أثرٌ في العملية التي استهدفت حقلَ الشيبة شرق الرياض ولا في عملية الـ ١٤ من سبتمبر التي استهدفت حقل بقيق وهجرة خريص، كما أن النظامَ السعوديّ شاهد فشلَ هذه المنظومة في الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدةَ عين الأسد الأمريكية.
فهل سيتحسنُ أداء هذه المنظومة الفاشلة باليد الفرنسية أَو اليد اليونانية، وقد فشلت اليد الأمريكية في إثبات كفاءتها في السعوديّة والعراق؟
والحقيقة أن فشلَ اليد الأمريكية في إثبات كفاءة هذه المنظومة يؤكّـد أن هذه المنظومة فاشلة وأن نشرَها وتكثيفَ تواجدها لن يخلُقَ لها كفاءةً ولن يحقّق لها نجاحاً أياً كانت اليدُ التي تستخدمها، ما يعني أن اتّفاقَها مع فرنسا ومع اليونان لن يحميَ أهدافَها من أية عملية هجومية يمنية قادمة، لعدة أسباب أهمها ما يلي:-
١- ثبت عملياً فشلُ اليد الأمريكية المصنِّعة لها في إثبات أية قدرة أَو كفاءة لهذه المنظومة في السعوديّة والعراق.
٢- من الناحية التقنية لا يمكن لهذه المنظومة أن تنجح في استهداف الطيران اليمني المسيّر أَو الصواريخ؛ بسبَبِ عدم توافق هذه الأهداف مع رادارات هذه المنظومة وصواريخها من حَيثُ التصميم والمواصفات التقنية والحجم وغير ذلك.
٣- مواصفاتُ الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية أخذت في الاعتبار قدراتِ هذه المنظومة عند التصنيع؛ ولذلك تم تصميمُها فوق مستوى قدراتها.
وهذه الأسبابُ هي ما أرَادَ قائدُ الثورة أن يُفهِمَها نظامَ الرياض من خلال نصائحه المتكرّرة ودعواته لهذا النظام بالجنوح إلى السلام.
إذن يمكننا أن نؤكّـدَ أنه لن يكون هناك أيُّ تغيير أَو تحسُّن في مستوى العمليات الدفاعية السعوديّة وأن الأهداف السعوديّة في بنك أهداف الجيش اليمني سوف تدمّر إن تمَّ استهدافها ولن يجنيَ نظامُ الرياض من هذه الاتّفاقات كلها إلا المزيدَ من عمليات الدفع والدفع فقط وزيادة في عمليات الحلب والحلب فقط، وهو ما ستثبتُه الأيّامُ القادمةُ للجميع بإذن الله.