من هو عدونا؟
محمد صالح حاتم
قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى، ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) صدق الله العظيم “82“ المائدة.
هذا كلامُ الله واضحٌ وبيّن وليس فيه لَبْسٌ أَو غموض، وهو صالحٌ لِكُـلِّ زمانٍ ومكان.
فبعد كلام الله هذا، ما علينا نحن كعرب ومسلمين إلاّ أن نتدبر آياته ونتفكر فيها، وبعدها سنعرف من هو عدونا ومن هو صديقنا!
والمتأمل في حال أُمتنا العربية والإسلامية، وما وصلت إليه اليوم من ضعفٍ وهوان، وذلٍ ومهانه، وانحطاط، يتساءل: لماذا وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه اليوم، لماذا تتكالب علينا الدول، لماذا العربي يقتل أخاه العربي والمسلم يقتل أخاه المسلم، والجار يعتدي على جاره، لماذا ثرواتنا تنهب، وسيادتنا تنتهك، واجواءنا تستباح ودمائنا تسفك؟!
من أعطى أمريكا الحَـقّ في قتل من تريد من العرب والمسلمين، ومن أعطاها الحَـقّ في احتلال أي بلدٍ عربي أَو إسلامي، ومن منحها الإذن في تحريك اساطيلها وبوارجها الحربية في بحارنا ومياهنا الإقليمية؟
أي قانون تستند إليه لتقيم قواعد عسكريّة في أية دولة عربية وإسلامية؟!
بعد هذه التساؤلات التي لن يتجرأ أحدٌ من قادة الأنظمة الحاكمة العربية والإسلامية أن يجيب عليها؟.
إِنَّ على شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية أن تصحوا من غفلتها، وأنّ تنهض من سباتها، لتعرف من هو عدوها من صديقها، وعلينا جميعاً أنّ نعرف أن عدونا كما قال الله هم اليهود والمشركون، عدونا هو الكيان الصهيوني الغاصب، والمحتلّ لأراضينا العربية ومقدساتنا الإسلامية، عدونا هي أمريكا الشيطان الأكبر، الذي قتل ملايين العرب والمسلمين؛ بحُجّة محاربة الإرهاب، والذي يعتبر صناعتها وأحد أذرعتها التي زرعتها، لتكون ذريعة لاحتلال الشعوب العربية والإسلامية والتدخل في كُـلّ شؤونها.
فمن احتلّ أفغانستان وقتل مئات الآلاف من الأفغان المسلمين؛ بحُجّة محاربة الإرهاب، ومن احتل العراق وقتل ملايين العراقيين، ومن دمر سوريا، وليبيا والسودان والصومال، ومن دمر اليمن وقتل الآلاف من اليمنيين، ومن فرق العرب وشتّتهم وقسمهم إلى دويلاتٍ صغيرة، وطوائف ومذاهبَ، وهذا سني وهذا شيعي، هو عدونا أمريكا وإسرائيل، وَمن تحالف معهم وساعدهم وساندهم بأمواله وجنوده من الأنظمة العربية والإسلامية هو شريكهم في العداوة مع الشعوب العربية والإسلامية.
فعندما تقوم السعوديّة والإمارات وتحالفهم الشيطاني بقتل اليمنيين وتدمير بلادهم واحتلال أجزاء من أراضيهم، ومعهم أمريكا وإسرائيل، وهنالك اليمني الحر والشريف الذي يدافع عن أرضه وعرضه وشرفه هل هذا اليمني على خطأ هل هو إرهابي هل هو عدو للإسلام؛ لأَنَّه لم يرضخ لأمريكا؟!
عندما تقوم أمريكا باغتيال اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس، هل هذا أحله الله، وأن قتلهم عمل يرضي الله، وهل قتلهم سيقوي الأُمَّــة العربية والإسلامية؛ لأَنَّ أمريكا تصنفهم إرهابيين!؟
علينا أن نعرف أن أية دولة ليست عميلة لأمريكا فَإِنَّها تحاربها وتتهمها بالإرهاب، وتفرض عليها حصاراً اقتصادياً حتى تُرغِمَها وتجعلَها تستسلمُ لمشاريعها وتكون تحت إمرتها، وأن أية دولة تعاديها أمريكا هي على الطريق الصحيح.
فعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تعيَ وتدركَ خطورة ما تمر به أُمتنا وشعوبنا، وأن تقول لحكامها كفاكم متاجرةً بدمائنا، كفاكم ارتهاناً لأمريكا وإسرائيل!
إن على الشعوب العربية والإسلامية أن تتحد وأن تتكاتف، وأن تجمع كلمتها وتوجّـه أسلحتها نحو عدوها الأكبر أمريكا وإسرائيل، فعلى الشعب السعوديّ والإماراتي أن يعلم أن اليمنيين ليسوا أعداءهم، وأن عليهم أن يرغموا نظامَ آل سعود وعيال زايد أن يوقفوا عدوانهم على اليمن؛ لأَنَّ عدوهم الذي ذكره الله هم اليهود، واليمنيون ليسوا يهوداً أو مشركين، بل إنهم أول من أمن بالرسالة وساند الرسول في نشر دعوته، وأن عليهم كذلك المطالبة بطرد الأمريكان من بلادهم، وإخراج القواعد الأمريكية من دول الخليج والدول العربية والإسلامية جمعاء.