يُعرَفُ الحَـقّ رجاله وبالحق تُعرف الرجال
أمل المطهر
كثيرةٌ هي الأحداثُ التي مرت عبر العصور، وكثيرةٌ هي الحكايا التي نسجتها تضحياتٌ وبطولاتٌ لرجال كانوا هم حماة الحَـقّ ورجاله، لكن التاريخ طمسهم وغيّبهم من صفحاته، في محاولة بائسة من أصحاب الباطل ورجاله لمحو الحَـقّ ودفنه بتغييب رجاله من ساحة التاريخ أَو تشويههم بحكايات مزيّفة.
ولكن يأبى الله إلا أن يتم نورَه ولو كره الكافرون، فرغم كُـلّ ذلك التزييف والتحريض الذي تعرض له رجال الحَـقّ إلا أن بطولاتهم وملاحمهم وسيرتهم الطاهرة غلبت كُـلّ ذلك الكيد.
فما أن تنتهي حقبة يفرح فيها الظالمون بمحاربة أهل الحَـقّ وقتلهم وتزوير التاريخ على ما تقتضيه أهواؤهم إلا وتأتي حقبة جديدة ينهض بها رجال الحَـقّ من جديد ليتسلموا رايته ويمضوا على نهج الشهداء الخالدين بنفس تلك الهمة والبأس.
وهكذا يثبت لنا تعاقُبُ الأحداث أن الحَـقّ يُعرف رجالُهُ الذي يقفون في وجه الباطل كالجبال الشامخة الأبية ويتفجرون حمماً ملتهبة في وجه طغاة عصرهم.
كانت دماؤهم الطاهرة هي من خطت التاريخ المشرّف وحكايا بطولاتهم هي من رسمت الطريق المشرق والنهاية السعيدة لكل شعوب الأرض بَعيداً عن تاريخ الذل والاستكانة والهوان وثقافة الاستسلام والسلام المهين.
تاريخ نحكيه من جديد لأبنائنا ليعرفوا ويتعلموا مِن أُولئك الربيين دروساً في التضحية والإقدام ويرسموا حكايا طفولتهم بشموخ أُولئك، وسلام نفوسهم النقية.
ها هم الآن رجال الحَـقّ في كُـلّ بقعة من بقاع الأرض يتوهجون نوراً ليخرج العالم من بوتقة الظلام إلى ساحات النور وليعرف أن للحق رجالاً لا تخفيهم أُكذوبة مؤرخ ولا تمحوهم هرقطاتُ شاعر.
فالحق يُعرَفُ رجالُه وبالحق يُعرف الرجال.