من حضرموت وتعز يبدأ مخطّطُ التقسيم
عبدُالله هاشم السياني
مَن كان يتوقَّعُ أَو يظُــنُّ أن أحقرَ دول الخليج سوف تفكِّرُ في احتلال اليمن وتجدُ من العملاء والمرتزِقة مَن يتعاونُ معها ثم تكونُ أَهَــمُّ القوى التي تتعاون معها وتبيعُ اليمنَ وسيادتَه وقرارَه وأرضَه وشعبَه هي قوىً جنوبيةٌ كانت معتزةً بأرضها ووطنها ومتمسكةً بسيادتها وقراره، وطالما رفعت شعارَ مواجهة الدول الرجعية والإمبريالية ونادت بضرورة إرجاع الأرض اليمنية المحتلّة نجران وجيزان وعسير إلى رحم الأرض اليمنية؟!
وهل كان أحدٌ يفكِّرَ أن عاصمةَ الثقافة والعِلم والمدنية تعز التي احتضنت الأحرار من الجنوب في مواجهة الاستعمار البريطاني ستتحول إلى حاضنة للجماعات التكفيرية من القاعدة والدواعش وَتدافعُ عن النظامين الرجعيين السعوديّ والإماراتي بدمائها وأرواح أبنائها؟!، ألم تفكِّر هذه الجماعاتُ والقوى الحزبية والسياسيّة والتكفيرية أنها ستكونُ أولَ ضحايا دول الاحتلال الوضيعة وستكون الأرضُ والمحافظات التي سلّمت نفسَها لهذا المحتلّ أولَ مَن ستسلب منها أرضها وحريتها وثرواتها واستقلالها؟!
انظروا اليوم من أين بدأت دولُ العدوان تفكِّرُ في تقسيم اليمن وتخطط لتمزيقه تمهيداً لاستعباده ونهب ثرواته.. هل من المحافظات التي وقفت في وجهه وقدمت الآلاف من الشهداء في سبيل حريتها واستقلالها وتجرّعت المُرَّ والمصاعبَ؛ نتيجة حصاره وتجويعه؟ طبعاً لا، فدولُ العدوان “العميلة الأداة “اليوم تخطّط مع أمريكا وبريطانيا وحتى فرنسا ومن غرفة عمليات واحدة لتقسيمِ حضرموت وتمزيق محافظة تعز، حضرموت يرادُ لها أن تتحولَ إلى محافظتين “للقضاء تَمَاماً على الهُـــوِيَّة التاريخية المدَنية والإيْمَـانية”، محافظة الساحل ومحافظة الوادي.
أما تعز فيراد لها سلخُ جميع أراضيها المطلة على البحر بجبالها ومدنها؛ للتحول إلى محافظة باب المندب في مخطّطٍ دولي ترعاه دولُ الاستكبار الجاثمة على شعوب العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أمريكا وبريطانيا وفرنسا!.
وهكذا تتم مكافأةُ العملاء والمرتزِقة في الجنوب والشمال، وبهم يبدأُ المحتلُّ في تحقيق أطماعه، لكننا نقول من صنعاءَ للمرتزِقة والمحتلّين الكبار منهم والصغار: ذَلكَ بعون الله وتوفيقه لن يكونَ.