تصعيد تحالف العدوان وفرص تحقيق السلام في اليمن
محمد صالح حاتم
واليمن على مشارف عام سادس من الحربِ والعدوان والحصار الذي تقوده السعودية والإمارات، ورغم كل المبادرات التي قدّمها المجلس السياسي الأعلى في صنعاء؛ من أجل تحقيق السلام، يأتي تصعيدُ قوات التحالف مع مرتزقتهم في جبهات نهم ومأرب والجوف.
في إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن، قال غريفيث بأن الحربَ الجوية في اليمن انخفضت بنسبة 80%، وتابع بالقول: إن التسعة الأيام من يناير من العام الجديد لم تشهد أيَّ غارة جوية، هذا كان كلام غريفيث، وهو ما دحضة المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد سريع.
وبعد كلِّ هذا يأتي تصعيد تحالف العدوان ومرتزقتهم في جبهات نهم وصرواح والجوف، والتي شهدت زحوفات عسكرية على مواقع الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وكذا شن طيران التحالف عشرات الغارات على نهم وصنعاء وصرواح والجوف، وهو ما استدعى من الجيش اليمني ولجانه الشعبية القيام بواجبهم، في الدفاع والتصدي لزحوفات وهجمات التحالف ومرتزقته، وتكبيدهم خسائرَ فادحة في الأرواح والعتاد، وتحقيق انتصارات عسكرية في عدة محاور.
فالتحالف ومرتزقته يقومون بعمليات انتحارية، بتصعدهم في هذه الجبهات؛ لأنهم وطيلة الخمس سنوات فشلوا في تحقيق انتصارات تذكر في هذه الجبهات، في وقت كان التحالفُ ومرتزقته في أوج قوتهم، وتوحد كلمتهم، فما بالك اليومَ بعد أن تفرقوا واختلفت مصالحهم، وبدأت التصفيات والانتقامات بينهم، سواءً في أبين وعدن وشبوة، وما ضربة مأرب الأخيرة التي سقط فيها أكثرُ من 200 قتيل وجريح من ألوية هادي الرئاسية، ليست عنا ببعيد!!.
وقد جاء هذا التصعيد وهذه الزحوفات وغارات الطيران بعد إحاطة غريفيث وتفاؤله بانخفاض غارات الطيران، والهدوء النسبي الذي تشهده الجبهات، وكذا كان هذا التصعيد في ظلِّ وجود سفراء الاتّحاد الأوروبي وفرنسا وهولندا في العاصمة صنعاء، والتي تحمل هذه الزيارة عدةَ رسائل، وهذا دليل على أن التحالفَ لا يريد إنهاء الحرب والعدوان وإحلال السلام في اليمن.
فمبادرة السلام التي أعلن عنها الرئيس مهدي المشاط في 21 سبتمبر 2019م، قد مضى عليها أربعةُ أشهر، وللأسف فأنها قوبلت بالنكران، وعدم مقابلتها بالمثل أو أحسن منها، بل إن التحالفَ السعودي الإماراتي لا يزال يعمل على التصعيد وعرقلة جهود تحقيق السلام، بل إن هذا التحالف يمارس أعمالا إجرامية في المحافظات الجنوبية التي يحتلُّها، واستمراره في فرض الحصار الاقتصادي، وإغلاق مطار صنعاء أمام الحالات الإنسانية، وكذلك تقوم السعودية والإمارات بعمل ممنهج لتدمير الاقتصاد اليمني، ومنها تدمير العملة اليمنية، من خلال إنزال كميات كبيرة من الطبعات الجديدة التي طبعها بنك عدن دون غطاء نقدي.
فكلُّ هذه الأعمال التي يقوم بها التحالفُ السعوصهيوأمريكي، لا تخدم السلام، بل إنها عبارة عن براميل ملغومة في طريق تحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن.
وعلى التحالفِ السعودي الإماراتي ومرتزقتهم وأسيادهم الأمريكان والصهاينة، أن يعلموا أن اتفاقيةَ السلام لن تظلَّ قائمةً إلى ما لا نهاية، وأنه سيتم إعلانُ انتهائها في أية لحظة.
وعاش اليمن حرا أبيا، والخزي والعار للخونة والعملاء.