لغم الإحاطة
توفيق الحميري
لاحظنا أن غريفت في إحاطته لمجلس الأمن يتحدّث عن تقدّم في تنفيذ بنود ما يُسمى باتفاق الرياض الذي يعتبر بين طرف العدوان ومرتزقته وطرف العدوان ومرتزقته أيضاً !!.
أي بينهم البين، ولا علاقةَ للشعب اليمني به ولا علاقة للمجلس السياسي الأعلى به، ولا علاقةَ لمهمة المبعوث الأممي التي جاء من أجلها إلى اليمن به كونه مبعوثا معنيا بالتنسيق لإيجاد حل سياسي بين طرفين، هما العدوان ومرتزقته كطرف أول، والشعب اليمني المتصدي للعدوان والممثل بالمجلس السياسي الأعلى كطرف ثانٍ، بمعنى أنه ليس مبعوثا معنيا بالتنسيق لتوحيد صفوف العدوان ومرتزقة ولملمة هزائمه وانقساماته؛ كي يواصلوا تآمرهم وجرائمهم ويستمر عدوانهم ضد الشعب اليمني وقيادته الثورية السياسية.
علينا أن ندرك تماما أن حشرَ الأمر هذا في إحاطة المبعوث ليس عفويا، وليس لمجرد التوضيح حول شأن وحال المناطق المحتلّة فقط.
خصوصا أنه يتحدّث عنه كاتفاق بصورة متكررة، وكأنه إنجاز حُقق بمساعي غريفت وضمن إطار التهدئة التي زعمها عنه ونسبها إليه.
بينما هو واقعيا ضد اتفاقية استكولهم وضد التهدئة، وينصُّ على التزام الموقعين له باستمرارهم في العدوان، بل واستمرار إنتاج لذرائعه الزائفة ومبرراته الكاذبة.
باختصار وحتى لا نتوه في حقل ألغام بريطاني الزراعة وأمريكي التفخيخ، سنضع أمامنا سؤالا، وإجابته ستكشف لغمَ الإحاطة الغريفيتة لنا جميعا:
السؤال هو كالتالي: لماذا يحشر ما يسمى (باتفاق الرياض) في الإحاطة الأممية ؟؟
والجواب واضح؛ لأن العدوانَ يريد أن يمرره ويقره كمرجعية تساند الاحتلالَ والوصاية، ويتم تقديمه كوثيقة أكثر ارتهانا وأكثر استلابا لسيادة القرار السياسي والسيادي اليمني وَبديلا تراكميا لما كانت تسمى بالمبادرة الخليجية.