ثورة شعبية في العراق
عبدالسلام عبدالله الطالبي
وجد الشعبُ العراقي نفسَه بعد مضي سبعة عشر عاماً من الاحتلالِ الأمريكي بأنه في أمسِّ الحاجة للانتفاضة الشعبية، كما هو الحاصل اليوم في تظاهرته المليونية التي كان لها أن تكون بعد حلولِ الألفينية التي حملت في ذهنية المحتلّ الأمريكي والإسرائيلي توزيعَ مشاريع الاحتلال والتقسيمات لغالبية من الدول العربية، وكذا نشر جنودها عبر قواعدها المرابضة في دول الخليج ومصر والأردن وغيرها.
فبات الشعبُ العراقي يعي اليوم حجمَ المخاطر للوجود الأمريكي في الوقت الذي يمتلك رصيدا هائلا من الإدانات والوثائق الكفيلة بإخراج المحتلّ دون قيد أو شرط.
ومقارنةً مع ما قد ارتكبته قوى الاحتلال من الجرائم بحقِّ الإنسانية وَالأرض والعرض، سواءً على المستوى العراقي أو الفلسطيني أو السوري، فإن ذلك يعطي بارقةَ أمل لعشاق الكرامة فيما لو نهضوا ووقفوا بصلادة وقوة إرادة في مواجهة كل طواغيت الأرض مهما كلّف ذلك من تضحيات.
ومن ثورة اليمن الشعبية ثورة الـ 21 من سبتمبر، يجب أن تكون محطةً للاستفادة والأخذ للدروس والعبر لكل الشعوب العربية التي لا زالت تقبع تحت هيمنة المحتلّين والطغاة، فالشعبُ اليمني توحد في كلمته وانتصر لقضيته وإرادته ووفقه اللهُ لطرد جنود المارينز الأمريكي وأذياله من الداخل، وأصبح قراره اليوم بيده حتى وإن تكالبت عليه اليومَ قوى العدوان الأمريكي السعودي وسعت لفرض حصارها عليه، إلّا أنه أيضاً انتصر في معركة (نكون أو لا نكون)، وها هو يشرفُ على الانتهاء من العام الخامس في مواجهته وصموده الأسطوري، معتمدا على إمكانياته البسيطة والمتواضعة، متوكلاً على الله مستبسلا وغير آبها بإمكانات وتهديدات قوى العدوان.
وفي ذات السياق، عرف الشعب العراقي طريقَه ورسم مسارَه، وها هو اليوم يمضي في الاتجاه الصحيح للوصول إلى بوابة النصر الحاسمة، وكما هو محتاج اليوم لتطهير أرضه من الاحتلال، فهو بأمسِّ الحاجة إلى الاصطفاف والمواصلة بنفس الوتيرة التي ظهر بها في تظاهرته المشرفة، مستنداً إلى ركن رشيد ورأي سديد يشدُّ على أياديه للوصول إلى الهدف المنشود، والعاقبةُ للمتقين.