هكذا تقول وسائل الإعلام (معركتهم الأسمى)
محمد الشمهاني
من يتذكر الكارثةَ التي جعلت أبناء اليمن يعيشون في حالة أزمة منذُ زمن مرت عليه العقود، حتى أصبح حين يذكر على بال كل يمني أشبه بتاريخ اغتيال الدولة والوطن، الرئيس ابراهيم الحمدي -رحمة الله عليه-.
ولكي تتضح هذه الكارثة أكثر ويتفهمها الجميع جيداً، كارثة القروض الدولية التي اقترضتها حكومة الإرياني من البنك الدولي في ذلك الوقت، ومن حينها ارتفعت الأسعار ودمرت الاقتصاد الوطني وكل مقوماته الأساسية، وتأثيراتها ما زالت تنحت بخناجرها في صدور اليمنيين واقتصاد الشعب اليمني العظيم وعملته.
فالمرحلة ستكون صعبة وبتكاتف الجميع سنتجاوز كلَّ تلك الصعوبات، ونبني وطنا له مواصفاته وصوته، ولن يبتني أو يتطور شعبٌ إذ كانت فيه الوصايا، وفيه سفير البلاد الأخرى يدير الدولةَ وَهو سفير فيها لا غير، ويحرك مطاراتها فقط عبر الهاتف المحمول لا أكثر من ذلك.
ولكن هكذا أرادت وخططت الدولُ الغربية ولكم في التفكر حياة ولكم في البصيرة عزة وكرامة، فتأملوا ماذا هم يريدون، وماذا يقولون: سنضع لهم نظاما ماليا يجعلهم سجناء دائما، ويجعل أبناءهم مدينين، سنجعلهم يركزون على المال والأشياء المادية حتى ينسوا القيم.
وهذا ما ذكره السيّد القائد -سلام ربي عليه- وحذر من خطورة التوجه المادي؛ لأنه خطير جدًّا على كل مجاهد في سبيل الله، ولما له من تداعيات قد تضيع عملك وجهادك عند رب السموات والأرض، سنستعمل المعادن اللينة ومواد تسرع الشيخوخة ومهدئات في الأكل، الماء والهواء، المعادن نستعملها حتى يفقدوا ذكاءَهم تخص بالذكر الألومينيوم والنحاس، نعدهم بإيجاد دواء لكلِّ الأمراض، سنطعمهم بكل أنواع السموم التي تدخل جلودهم وأفواههم وستدمر عقولهم وجهاز التكاثر، السموم ستكون حولهم وفي كل شرابهم، أكلهم، الهواء الذي يستنشقون وحتى في لباسهم، سنقنعهم بالإشهارات والموسيقى، إن هذه السموم جيدة لهم، وحين تلد النساء سنقوم بتلقيح أطفالهم بالسموم ونقنعهم أن هذا سيساعدهم ضد الأمراض، سنبدأ بالخطة ما دامت أدمغة أطفالهم صغيرة، وسنجذب أطفالهم للأشياء المحببة إليهم مثل السكريات، وحين تنقص قدراتهم الصحية سنخترع لهم أدوية تجعل صحتهم أكثر تدهورا، وسنستعمل سلطتنا لجعلهم ضعفاء وسنلهيهم بالملذات وألعاب الفيديو وسيفعلون ما نأمر به، وإذا أعرضوا سنجد لهم وسائل تكنولوجيا لإقناع عقولهم، سنستعمل كذلك الخوفَ كسلاح، سنقوم بتكوين حكوماتهم، وسنجلب الاثنين في صفنا، الشعوب والحكومات، سيقومون بالعمل لصالحنا بفضلِ الديون والعمل الشاق، وإن جعلناهم يتقاتلون فيما بينهم سنسيطر على جميع حياتهم، ونفرض عليهم طريقتنا في التفكير، وسنجعلهم يتقاتلون حتى نكمل مشروعنا الأسمى، وسنجعلهم يعيشون في خوف وتدمر دائم بفضل الصور والدم عبر وسائل الإعلام.
الحرب أصبحت مفتوحة في أكثر من باب، فما علينا إلّا التوكلُ على الله ودق كل تلك الأبواب الهزيلة الركيكة، التي فيها سيكون الانتصارُ له شأن ومكانة عظيمة في قلب كلِّ يمني حر تسكن فيه النخوة والعزة والكرامة.