العدوان والمرتزقة يزجون بمئات الأطفال للمعارك وهذه جريمة كبرى وسط تعاطٍ دولي سلبي

وزيرة حقوق الإنسان في تصريحات لـ “المسيرة”:

 

تقرير| هاني أحمد علي:

سلمت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أمس الاثنين، 64 طفلا ممن أسروا في جبهات القتال إلى جانب مئات المقاتلين المرتزقة خلال عملية “نصر من الله”، على الحدود السعودية اليمنية العام الماضي، إلى وزارة الشئون الاجتماعية لإعادة إدماجهم بالمجتمع تحت إشراف منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة.

جاء ذلك في حفل تسليم عُقد، أمس، في العاصمة صنعاء برعاية وزارة حقوق الإنسان، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لشئون الأسرى ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل، وبحضور المعنيين والمهتمين بالقضايا الحقوقية.

وفي الحفل، أكد عبد القادر المرتضى -رئيس اللجنة الوطنية للأسر، أن جزءا كبيرا من هؤلاء الأطفال الأسرى تم تجنيدُهم للدفاع عن الحدود السعودية، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين الإنسانية.

وأوضح رئيس لجنة الأسرى، أن الأطفال الأسرى الذين تم تسليمُهم إلى الشؤون الاجتماعية واليونيسيف، هم شاهد حي على الطرف الذي يقوم بتجنيد الأطفال، لافتاً إلى أن عملياتِ تجنيد الأطفال من قبل مرتزقة العدوان مستمرة، وجزء كبير منهم يُدفعون إلى جبهات القتال في الحدود، ويتم الزجُّ بهم إلى محارق الموت.

ولفت المرتضى إلى أن الأطفال الأسرى، الذين سلموا للشؤون الاجتماعية واليونيسيف، أمس الاثنين، سيخضعون لبرنامج تأهيل يمتدُّ لنحو شهرين ومن ثم إعادتهم إلى أسرهم، محملاً تحالفَ العدوان السعودي والإماراتي ومرتزقتهما وزرَ تجنيد الآلاف من الأطفال اليمنيين ووزر دماء من يقتل منهم ومن يتعرّض لمعاناة الأسر.

بدوره، قال عبيد بن ضبيع -وزير الشؤون الاجتماعية والعمل-: إن وزارته استقبلت اليوم 64 طفلاً جندهم تحالفُ العدوان للقتال نيابة عنه في جبهات الحدود، وستقوم بالشراكة مع منظمة اليونيسف بإعادة تأهيل الأطفال لإعادة إدماجهم بالمجتمع.

وعبّر الوزير ضبيع، عن شكره وتقديره لوزارة الدفاع ولجنة الأسرى، هذا الموقف الإنساني والوطني المشرف بإطلاق سراح الأطفال الأسرى، مبيناً أن هذا يعكس الأخلاقَ الرفيعة والعالية التي تتمتع بها حكومة صنعاء في التعامل مع قضايا الأسرى لا سيما الأطفال.

إلى ذلك، أكدت رضية عبدالله -وزيرة حقوق الإنسان-، أن دولَ العدوان تتجاهل كافة الأعراف الدولية وتمضي بتجنيد الأطفال، استرخاصا للدم اليمني.

وثمنت وزيرة حقوق الإنسان في المؤتمر الصحفي، جهودَ وخطوات وزارة الدفاع ولجنة الأسرى، المتماشية تماما مع القانون الدولي واتفاقية الطفل الدولية.

وأفادت الوزيرة رضية عبدالله في تصريحات خاصة لـ “المسيرة”، بأن ما قامت به وزارة الدفاع، أمس الاثنين، من إطلاق 64 طفلًا ممن جندهم تحالف العدوان للقتال في صفوفه، يأتي كتأكيد على أن القيادةَ الثورية والسياسية تتعاطى مع المواثيق الدولية بصورة إيجابية بعكس الطرف الآخر.

وبينت وزيرة حقوق الإنسان، أن الأطفالَ المفرج عنهم أسروا وهم يقاتلون في جبهات الحدود، في تحدٍّ واضح من قوى العدوان للقوانين الدولية، موضحة أن تحالفَ العدوان السعودي الإماراتي استغل حالة الفقر والعوز التي يعانيها هؤلاء الأطفال اليمنيون، وزجوا بهم في الجبهات دون أدنى رحمة أو إنسانية.

وأشارت الوزيرة عبدالله، إلى أن المجتمعَ الدولي لا يتعاطى بشكل إيجابي مع القضايا الإنسانية والمجتمعية في اليمن، مؤكدة أن وزارةَ حقوق الإنسان تحضّر ملفات قانونية لمحاسبة مرتكبي جرائم الزج بالأطفال في الحروب، إضافة لاستهداف المدنيين وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، جلُّهم من النساء والأطفال والشيوخ في عموم المحافظات اليمنية على مدى خمس سنوات متواصلة.

وقالت وزيرة حقوق الإنسان في تصريحها للصحيفة: إن المرتزقة يزجون بمئات الأطفال من محافظات مختلفة بالمواجهات والمعارك العسكرية، وهذه جريمة كبرى والتعاطي الدولي سلبي في هذا الجانب.

وفي المقابل، أشاد إبراهيم شيغ -مسؤول الحماية في منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة-، بهذه الخطوة التي قامت بها لجنة الأسرى في حكومة صنعاء.

وأكد مسئول الحماية في منظمة اليونيسيف باليمن، أنه تم اللقاءُ بالأطفال المفرج عنهم, وهم في حالة صحية جيدة، لافتاً إلى أن منظمته وضعت خطةً للدعم النفسي وإعادة تأهيل الأطفال الأسرى المفرج عنهم لإعادة دمجهم في التعليم والمجتمع.

وجدد المسئول الأممي دعوتَه لتحالف العدوان السعودي الإماراتي بعدم زج الأطفال في القتال وتركهم عرضة للموت في جبهات القتال.

هذا وتتوالى التقاريرُ الفاضحة بشأن تجنيد العدوان السعودي الإماراتي لأطفال اليمن؛ من أجلِ حماية حدودها والزج بهم في محارق الموت التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بعد أن بلغ قوامُ الأطفال ضمن ميليشيا ومرتزقة الاحتلال 40% من إجمالي المقاتلين بشكل عام.

وفي شهر أبريل المنصرم من العام الماضي 2019، نشرت كبريات الصحف البريطانية “الغارديان” والـ”يلي ميل” تحقيقا استقصائيا متلفزا مع عدد من الضحايا الأطفال وعائلاتهم، والكشف عن مضي النظام السعودي قدماً نحو انتهاكات الطفولة والإنسانية معاً في اليمن، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال للقتال في صفوفه من عموم المحافظات والمديريات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.

وفي شهر مارس المنصرم، وافقت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية على تقديم معلوماتها للأمم المتحدة، عن تجنيد الأطفال باليمن من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي، معلنة أن ما كشفته عن تجنيد الأطفال واحتمال تورط قوات بريطانية في العدوان على اليمن أثار ردودَ فعل كبيرة وقوية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com