مرحلة تحولات قادمة
محمد أمين الحميري
المرحلةُ القادمة على موعد من التحولات الكبيرة على كل الأصعدة، ولعلمنا بخساسة العدو ومرتزقته فثمة حرب إعلامية سياسية ناعمة متنوعة الأساليب ستترافق مع كلِّ تحول وإنجاز؛ ولهذا على المتصدرين المشهد من علماء ومثقفين وسياسيين وغيرهم، استحضارُ هذا الأمر والعمل على التصدي لذلك من خلال تفنيد الشائعات بالقدر اللازم، وربط الأحداث ببعضها البعض على ضوء استحضار جرائم العدوان طيلةَ الخمسة أعوام وإبراز التناقضات، بدءا من أبعاد وحيثيات الغزو والاحتلال، وانتهاءً بحرب التضليل المصاحبة وبطلان الكثير من الدعايات والإشاعات، وكلُّ هذا؛ من أجل تنشيط الذاكرة واستيقاظ الشعب للحفاظ على مكتسباته والتعرّف على حجم الخبث والكراهية، الذي يحمله نظامُ آل سعود تجاه اليمن وحجم الإجرام الذي مارسوه بحقِّ اليمن إلى جانب رأس الشر أمريكا.
لا ينبغي بأيِّ حالٍ من الأحوال أن ننشغلَ فقط ببعض القضايا وإن كانت مهمةً، بل لا بُدَّ إلى جانب هذا من التركيز على قضايا رئيسية تمثّل المرتكز الأساس لهذا العدوان، ومنها المسخُ الثقافي الذي عمل عليه نظامُ آل سعود منذ وقت مبكر، ومن خلال أدواته الدينية والإعلامية والثقافية، وكان له الأثر الكبير في تهيئة المجتمع للقابلية لأية مخططات تدميرية فيما بعدُ وهو ما حصل، كما أن ربطَ الأحداث ببعضها سيوفر علينا استخلاصَ النتائج الصحيحة وبناء التصورات السليمة على أساسها حول الواقع اليوم، وما الذي يمكن تقديمُه على المدى القريب والمتوسط والبعيد في سياق مواجهة العدوان وكشف أساليبه في حربه الناعمة من جهة، ومن جهة ثانية التصدي لمواقف بعض من دأب على التبرير لهذا العدوان أو التخذيل والتقليل من كلِّ الجهود التي تُبذل في سبيل مقاومة العدوان، والعمل على استقلال القرار والوصول للسيادة على الأرض.
كما أن علينا أن نستوعبَ أن كلَّ أوراق العدوان ومرتزقته قد نفدت، وكلَّ توقعات المراقبين للأحداث في اليمن قد تبخرت، واستبان أن إفرازات الأحداث قد خيّبت آمالَهم، وهذا على المسار العسكري والأمني والثقافي والاجتماعي وغيره، واتضح للقاصي والداني من الأحرار في كل هذه المعمورة أن المنتصرَ هو الشعب اليمني طال الزمنُ أو قصر، وأن السرَّ في هذا الانتصار هو قوة الحق الذي يؤمن به وعدالة القضية التي يملكها، وأن مفعولَ السلاح الإِيْمَاني هو أبرز مؤثر في كلِّ إنجاز وانتصار، وما سلاحُ الحديد إلّا عاملٌ ثانويٌّ وحسب الإمكانات المتوفرة والاستطاعة؛ ولهذا ومن هول الصدمة على يقين أن قوى العدوان ومرتزقتها لم يستفيدوا من الدروس التي قد حصلت ولن يستوعبوا ما يحصل اليومَ من انتصارات عظيمة في مختلف الجبهات، وعلى الصعيد الداخلي إداريا وأمنيا واقتصاديا و.. إلخ، وسيظل التزييفُ هو التزييف والتشويه والتقليل من دور الإنسان اليمني هو الشيء البارز في واقعهم عند التعاطي مع المشهد اليمني، وسيظل هذا وغيرُه من العوامل التي تبعث فينا كيمنيين، الهمّةَ العالية في استمرار العطاء والمضي نحو استكمال عوامل النصر ورص الصفوف لتحقيق إنجازات أكثر ونفوذ أوسع، وبعون الله وتوفيقه يكون الخيرُ للبلاد والعباد، وهذا هو مقتضى سنن الله الإلهية لا غرابة، “وما النصرُ إلّا من عند الله”.