من أرض الأنصار إلى مهبط الرسالات
أمل المطهر
حشودٌ مليونية تخرج لتعلنَ غضبَها وسخطَها من صفقة العار، وتؤكّـد وقوفَها إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني والتمسك بالقضية الفلسطينية.
تلك الحشود تعكس مدى وعي أبناء الشعب اليمني ومدى قوة إيمانهم وتمسكهم بمبادئهم وقيمهم وهُويتهم؛ لذلك كان الخروجُ قوياً ومشرفاً، بحيث أصبح هو بحدِّ ذاته معرقلاً لتلك الصفقة المشؤومة ورادعاً للعدو الأمريكي وربيبه الإسرائيلي.
فمن وقفوا اليوم صفا واحدا كالبنيان أمام أدواتهم وأذنابهم في اليمن العظيم، سيقفون غداً وقريباً في القدس الشريف صفاً واحداً كالبنيان وجهاً لوجه أمام عدوهم، الذي يتشوقون لمواجهته وينتظرون ذلك على أحر من الجمر، لتطهير الأرض من فساد أمريكا وإسرائيل.
مرحلة جديدة من المواجهة للعدو الأمريكي والإسرائيلي، تقرّبنا من النصر المبين، بحيث تتكاتف الجهودُ وتتشابكُ الأيادي ويقف فيها كُـلُّ الأحرار المقاومون صفا واحدا كالبنيان المرصوص، لاقتلاع جرثومة إسرائيل ودحر الشيطان الأكبر من الوجود.
ومن هذا المقام أقولها بحرقة وألم لكلِّ الشعوب الصامتة:
ماذا أنتِ صانعة وأين موقعكِ من كُـلِّ هذا أيتها الشعوبُ الراكعة؟!
ماذا بعد أن تحق كلمة الله ويزهق الباطل ويكتب التاريخ ملحمةَ البطولات في أنقى صفحاته المشرقة، لن تجدي لكِ مكاناً بين كُـلِّ ذلك السمو والرفعة، ويكون نصيبك الخُسران المبين.
فإذا لم يكن اليوم فمتى؟!
وإذا لم يكن من هنا فمن أين ستُعلنين توبتك وتلتحقين بقافلة الكرامة والإباء؟!
فلتسرعي فقد أزفت الآزفةُ.