وتستمر الانتصارات عاماً بعد عام!!
رشدي عبدالرحمن
كان للأسلحة الجديدة التي دخلت المعركةَ هذا العام، نتائجها الكبيرة والمذهلة من خلال تقدّم أبطال الجيش وسحق العملاء في نهم ومأرب والجوف والضالع ومحيطها في كُـلِّ جبهات القتال، سواءً بالداخل اليمني أَو على الحدود، وهذا يعني أن أصحابَ المشروع الأصليين من الصهاينة والغرب الاستعماري عموماً لن يألوا جهداً لكسر هذه الإرادة التي منحت المجاهدين قوةً وبأساً، وبالذات أنهم يحملون العقيدةَ القتاليةَ الإِيْمَانية الصحيحة التي زادت من مدى قوّتهم وصلابتهم وتماسكهم.
ومحاولات النيل الجديدة من عزيمتهم نابعة من إِيْمَانهم بأن هذا الجيشَ لا يمكن كسرُه؛ ولهذا سيبحثون عن أساليبَ جديدة لتحقيق نصر ولو كاذبا أَو تعويضاً نفسياً أَو جبر خاطر؛ وذلك لترميمِ معنوياتهم ومعنويات جنودهم وأتباعهم الذين يراقبون ما يجري بتمعن واهتمام.
لقد كان هذا العام عاماً عسكريّاً بامتياز، بعد أن فشلت كُـلُّ السيناريوهات الأُخرى في مجلسِ الأمن والأمم المتحدة؛ من أجل حظر جوي أَو هدنة أَو تحايل سياسيّ، ابتداءً من الحديث في السنين التي سبقت عن المرحلة الانتقالية التي روجوا فيها لعملائهم الظاهريين أَو الباطنيين، فما كان لهم من سبيلٍ سوى الدعم اللامحدود للعصابات الإرهابية من مال وسلاح وفتح طرق الأرض، كلها ليجلبوا ما يستطيعون من شذاذ الآفاق إلى اليمن، أملاً في تحقيقِ مكاسب على الأرض وإخلال بالأمن في الداخل اليمني والمناطق التي ليست معهم، لكن المفاجآت التي كان يحقّقها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة مرة تلو أُخرى، كانت تؤدّي إلى احتشاءات صامتة لداعمي مشروع تدمير اليمن، فاستبدلوا وجوهاً بأُخرى، وكانت الأوامرُ واضحةً بأن يتراجع المتبني السعودي للمشروع الأميركي “الإسرائيلي” في اليمن، ويتقدّم أحد أهم المؤمنين به وهو الحليف الأكبر لـ”إسرائيل” في المنطقة، وأقصد المهلكة الوهابية السعودية المغتصبة لأرض الجزيرة العربية وَمقدسات المسلمين.
عملت السعوديةُ ما بوسعها؛ من أجلِ إحداث نقلة نوعية على الأرض لتثبت لأسيادها أنها جديرةٌ بإدارة الحربِ على اليمن كما يحبون، فابتدأت بما تعتقد أنه مغرٍ لأصدقاءِ اليمن من صفقات، وبالتوازي مع تحَرّكها لإنجاز صفقات كبرى، كان الإغداقُ السعودي يجري سيولاً من المال والسلاح والخبراء على العصابات الإرهابية؛ من أجل أن تحقّق تقدماً على الأرض اليمنية.
وأعطيت الإيعازات من أجلِ إحداث شرخٍ عملي في بنية المجتمع اليمني الذي فشلوا في إحداثه قبل ذلك!!
كانت المجزرةُ المروعة في الأراضي اليمنية التي مارس فيها عملاء المهلكة السعودية الخادمة الوفية للمشروع الصهيوني أبشعَ وأقذرَ ما عرفته البشرية في تاريخها كلِّه من إجرام وقسوة ووحشية، وقد كانت مجزرةُ الصالة الكبرى في صنعاء ومجازر الأسواق والمستشفيات والمدارس والطرقات والمجازر الدائمة بحقِّ المدنيين وغيرها من المجازر، وعندما فشلت كُـلُّ محاولاتهم في استنهاض الغرائز الطائفية استهدفوا المواطنين، فأعطوا الأوامرَ لعملائهم بالقصف الجوي على المواطنين لاتّهام أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وترافق كُـلُّ هذا أَيْـضاً بمخطّط يهودي يهدفُ إلى تهجير مواطنينا اليمنيين من المدن والقرى اليمنية، وكانت اليقظةُ كبيرةً من جميع الأطراف وعلى جميع المستويات، فكان الفشل حليفَهم في كُـلّ محاولة أَو “ابتكار” إجرامي جديد ينفّــذه عملاؤهم.